«تدهور خطير» اتهامات الحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي هل تؤثر على مستقبل الطلاب؟

هجمات الحوثيين تتناقص وسط مخاوف من انتقام إسرائيلي أعنف

هجمات الحوثيين باتجاه إسرائيل تشهد خفوتاً ملحوظاً رغم التصريحات المتكررة عن تكثيف هذه العمليات التي تتم بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى توقف الحرب بين طهران وتل أبيب، وهو ما أدى إلى تقليل الحديث الإسرائيلي رسميًا عن وقوع هجمات سوى صاروخ واحد ومسيّرة واحدة منذ تلك الفترة، ويرى المتابعون أن الجماعة الحوثية تتجنب تصعيد الأمور خشية ردة فعل إسرائيلي أشد من الموجات العشر التي شهدتها المواجهات السابقة، ويبدو أن الحوثيين يتجهون إلى تنفيذ هجمات رمزية بين الحين والآخر للحفاظ على مبرر استمرارهم في دعم الفلسطينيين بغزة.

هجمات الحوثيين: مظاهر تضخيم ونذر حملة انتقامية أعنف قادمة

على الرغم من إصرار الحوثيين على مواصلة الهجمات، يشير الواقع إلى محدودية الأثر العسكري لهذه الهجمات بالمقارنة مع المئات من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت خلال المواجهة الأخيرة التي استمرت اثني عشر يوماً، وعلى الجانب الآخر، تدفع هذه الهجمات الحكومة الإسرائيلية للرد بحزم من خلال تنفيذ ضربات انتقامية مؤلمة استهدفت البنى التحتية في مناطق سيطرة الحوثيين مرات عدة، ولا يغفل المراقبون احتمالية شن إسرائيل حملة أعنف وأكثر تدميراً قد تستهدف ما تبقى من المرافق الحيوية، ويأتي تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” بتوجيه تهديد مباشر للحوثيين في اليمن الذي أكد خلاله أن “مصير اليمن سيكون مصير إيران” كدليل على جدية الرد المتوقع.

أبرز عناصر حملة الرد الإسرائيلية:

• استهداف الموانئ وأرصفة الشحن في الحديدة باستخدام سفن حربية
• تدمير ـ أو تضرّر ـ منشآت حيوية كالمطارات ومحطات توليد الكهرباء
• عمليات اغتيال ضد قيادات الحوثيين، مثل محاولة اغتيال رئيس الأركان
• شن ضربات دقيقة للحد من قدرات القوات الحوثية المسلحة

هجمات الحوثيين وتهديدات إيران: ذراع أكثر خطورة يثير قلق المجتمع الدولي

يركز وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على أن الجماعة الحوثية تمثل الذراع الأخطر للنظام الإيراني في المنطقة، واصفاً إياها بأنها النموذج الأكثر اكتمالاً لاستنساخ تجربة “الحرس الثوري” خارج حدود إيران، وتحويل هذه الجماعة إلى قوة مسلحة توظّف الوكالة الإيرانية لتهديد الأمن الإقليمي وابتزاز المجتمع الدولي، ويقول الإرياني إن الحوثيين حولوا اليمن إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد دول الجوار، إضافة إلى تهديد الملاحة البحرية واقتصاد الطاقة العالمي، وهو تصعيد يزيد من خطر زعزعة الاستقرار الدولي، ويشدّد على ضرورة عدم إغفال خطر الحوثيين في أي استراتيجيات دولية تهدف لتقليل أدوات إيران العسكرية، لأنه ترك مجالاً واسعاً لطهران لاستمرار مشروعها التخريبي عبر هذه الميليشيا، مستفيدة من الجغرافيا الوعرة والوضع السياسي الداخلي المعقد في اليمن.

فيما يلي جدول يوضح مقارنة تأثير هجمات الحوثيين مقابل حملة الرد الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة:

هجمات الحوثيين المتواصلة تثير توتراً إقليمياً عميقاً ينعكس على الأمن البحري والطاقة الدولية، وتهديدات الرد الإسرائيلي تُبرز خطورة الموقف الذي يزداد تعقيداً مع استمرار الدعم الإيراني لهذه الميليشيا، في ظل تصعيد كلامي وعسكري يجعل اليمن منصة مفتوحة للامتدادات الإقليمية للنزاع، حيث تتعدى الأزمة المحلية حدود الجغرافيا إلى تأثيرات حساسة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

التوترات الحالية تحتم مراقبة حذرة للحراك السياسي والدبلوماسي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع متابعة التطورات العسكرية في اليمن، التي تلقي بظلالها على المنطقة، وتفاقم الصراعات الإقليمية والدولية، وواضح أن هجمات الحوثيين رغم تناقصها تحمل في طياتها مخاوف من تصعيد أعنف يفكّر فيه الجانب الإسرائيلي لردع استمرارية هذه التحديات.