«تدهور مستمر» الزراعة في غزة تنهار بسبب الحرب ماذا يعني ذلك للمستقبل الزراعي؟

قطاع الزراعة في غزة يعاني انهيارًا كارثيًا بفعل الحرب المتواصلة التي دمرت أكثر من 67.6% من الأراضي الزراعية حتى سبتمبر 2024، وهو تدهور تفاقم خلال الأشهر الماضية ويهدد الأمن الغذائي للسكان بشكل مباشر، مع خسائر ضخمة في المحاصيل والبساتين وأراضي خان يونس الزراعية. تنذر هذه الأوضاع بصعوبات مستقبلية دون تدخل فوري وفاعل لإنقاذ القطاع الحيوي.

تأثير انهيار قطاع الزراعة في غزة على آلاف الهكتارات

يعاني قطاع الزراعة في غزة من أضرار جسيمة أدت إلى فقدان صلاحية أكثر من 60% من الأراضي الزراعية، وهو ما يعادل أكثر من عشرة آلاف هكتار، لم تعد صالحة للزراعة بسبب القصف المكثف والاستهداف المباشر للمزارع، مما حول مساحات خصبة كانت تعتمد عليها آلاف الأسر إلى أراضٍ قاحلة غير قابلة للاستغلال، وهذا يهدد الأمن الغذائي الذي يعتمد عليه سكان القطاع بشكل أساسي ولا يفصل بينه وبين حياتهم اليومية سوى التدخل الفوري.

الخسائر الكبيرة في بساتين وغابات قطاع الزراعة في غزة

تكشف منظمة الأغذية والزراعة أن نحو 71.2% من البساتين والأشجار المثمرة تعرضت لأضرار بالغة، ما يعني خسائر هائلة في إنتاج المحاصيل الدائمة والموسمية، كما أن 67.1% من المحاصيل الحقلية دمرت بالكامل، خاصة في خان يونس التي تشتهر بخصوبة أراضيها وتنوع خيراتها الزراعية، مما يجعلها عرضة لفقدان أهم مصادر الغذاء المحلي، وتثير هذه الأرقام مخاوف حقيقية من تراجع القدرة الزراعية والتأثير المباشر على سبل العيش.

منطقة خان يونس: القلب النابض وأثقل الخسائر في قطاع الزراعة في غزة

تتميز خان يونس بدورها المركزي في الزراعة داخل غزة، إلا أن الظروف الحالية أودت بمعظم أراضيها الزراعية إلى خراب شبه كامل بسبب التحركات العسكرية المتواصلة، إذ باتت هذه المنطقة من بين الأكثر تضررًا وفق التقرير، حيث دمرت المحاصيل الحقلية التي تمثل حجر الزاوية في الطعام المحلي، وحالة الدمار هذه تضع خان يونس على خط الصدع في مستقبل الأمن الغذائي في القطاع، وتزيد من التحديات أمام إعادة بناء القطاع الزراعي.

• تسارع وتيرة تدمير الأراضي الزراعية خلال الأشهر الماضية
• خسائر فادحة في البساتين والأشجار المثمرة
• دور خان يونس كمركز زراعي رئيسي يتأثر بشدة
• تهديد مباشر للأمن الغذائي في غزة
• غياب جهود إعادة الإعمار الزراعي حتى الآن

تجسد هذه الأرقام المأساوية تصاعدًا حادًا في حجم الدمار الذي يحل بقطاع الزراعة في غزة الذي يعتبر ركيزة أساسية للتواصل الاقتصادي والاجتماعي، وهذه الصورة السلبية تحتم على الفاعلين الإنسانيين والجهات المعنية تحريك جهود عاجلة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتفاقم الأزمة إلى فقدان كامل للقدرة الإنتاجية الزراعية، والمخاطر الأمنية التي ترافق ذلك تؤكد الحاجة الماسة لدعم مستدام.

تبقى الجهود مستمرة في محاولة للحفاظ على ما تبقى من قطاع الزراعة في غزة رغم تزايد صعوبة المشهد، لكن الواقع يعكس حجم التحديات التي تواجه المنطقة، ما يجعل من الضروري وضع خطة شاملة تدمج إعادة الإعمار مع دعم المزارعين والمحاصيل المتأثرة حفاظًا على الأمن الغذائي المتدهور.