«جولة مهمة» دونالد ترامب جولة خارجية من السعودية وقطر والإمارات ما الهدف منها؟

الكلمة المفتاحية: ترامب والخليج

ترامب والخليج يمثلان محور اهتمام سياسي واقتصادي عالمي في السنوات الأخيرة، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية واختياره دول الخليج العربي كنقطة انطلاق في ولايته الثانية، حيث تمثل السعودية وقطر والإمارات محطات رئيسية في مسار استراتيجياته الدولية، الأمر الذي يوضح مدى الأهمية التي يوليها ترامب للخليج كشريك اقتصادي وسياسي يضمن له النفوذ والتأثير بالمنطقة.

ترامب والخليج: مفتاح الانتعاش الاقتصادي والتوسع الاستثماري

تُعد العلاقة بين ترامب والخليج من أكثر العلاقات استراتيجية وعملية من حيث حجم الصفقات الاقتصادية التي تمت خلال الفترة الماضية، حيث شهدت فترة رئاسته الأولى اتفاقيات ضخمة مع السعودية تجاوزت 450 مليار دولار، منها 110 مليارات في القطاع العسكري؛ ما يؤكد أن الاقتصاد الخليجي كان المحرك الأول في ملف ترامب الإقليمي، والآن تتصاعد الطموحات باتجاه توقيع اتفاقيات تريليونية مع السعودية، إضافة إلى استثمارات إماراتية تصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات قادمة، في ظل إدراك ترامب التام للدور الاقتصادي المحوري الذي تلعبه دول الخليج، خاصة بفضل احتياطاتها المالية الواسعة وصناديقها السيادية المؤثرة.

ترامب والخليج: ملفات غزة وإيران تحكم دفة السياسة الخارجية

يُعد ملف غزة والملف النووي الإيراني من أبرز التحديات التي يواجهها ترامب والخليج في الوقت الحالي، حيث طرحت إدارة ترامب أفكارًا مثيرة للجدل، أبرزها نقل سكان غزة إلى دول مجاورة غنية بهدف إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى نموذج مشابه لـ”ريفيرا الشرق الأوسط”، وهو اقتراح قوبل برفض عربي واسع، بينما تسعى واشنطن عبر علاقاتها مع دول الخليج للحصول على دعم مالي لإعادة إعمار غزة إلى جانب جهود الوساطة للإفراج عن الرهائن، حيث تلعب قطر دورًا أساسيًا بفضل استضافتها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ومشاركتها في وقف إطلاق النار، أما فيما يخص إيران فقد طرح ترامب خيارين واضحين لا ثالث لهما: إما صفقة نووية ملزمة أو خيار العمل العسكري المباشر، مع بقاء الوساطة العمانية كبديل لتجنب التصعيد العسكري المباشر.

ترامب والخليج: تعزيز النفوذ السياسي في المشهد العالمي

تحولت دول الخليج بفضل مواقعها الاستراتيجية وقوتها الاقتصادية إلى لاعبين رئيسيين على المسرح العالمي، وهذا ما استوعبه ترامب وجعل من دول الخليج شركاء ضروريين يعكس ذلك استضافة السعودية لمحادثات دولية مهمة بين الولايات المتحدة وروسيا في ملف أوكرانيا، وكذلك الدور المتزايد للخليج كوسيط في أزمات المنطقة، فكما قال الأكاديمي عبد الله باعبود، فإن دول الخليج تمتلك تأثيرًا يفوق حجمها الفعلي نظرًا لتضافر قوتها المالية مع مكانتها السياسية الاستراتيجية التي لا يمكن تجاهلها حتى من أكبر القوى العالمية كالولايات المتحدة والصين.

علاقة ترامب والخليج وإحياء ملف التطبيع مع إسرائيل

الملف الذي لطالما شكل ورقة سياسية حساسة، بين ترامب والخليج شهد نجاحات سابقة حين أُبرمت اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية خلال فترة رئاسته الأولى، رغم أن السعودية لم تعترف رسميًا بإسرائيل حتى الآن، والتطور الذي حصل في المباحثات بين الرياض وتل أبيب عُرقل مؤقتًا نتيجة لتصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023 بحسب المعطيات، إدارة ترامب ترى إمكانية إعادة تأهيل هذا الملف عبر الخليج لما تمثله السعودية من تأثير ديني وسياسي في العالمين العربي والإسلامي، حيث تُعتبر حجر الزاوية لأي معاهدة أو اتفاق مستقبلي في هذا الصدد.

• التركيز على العلاقات الاقتصادية الكبرى مع الخليج
• إستغلال التوازنات السياسية بين دول الخليج والقضية الفلسطينية
• الدور المحوري لقطر في الوساطة والمنطقة العسكرية
• الضغط على إيران عبر خيارات نووية وعسكرية
• الاعتراف بأهمية السعودية كلاعب دولي لا يستهان به

يمثل اختيار ترامب للسعودية وقطر والإمارات توجيهًا واضحًا يؤكد تحول مركز القوى العالمي نحو الشرق الأوسط، حيث تتلاقى المصالح الاقتصادية والسياسية لتعيد الخليج إلى صدارة الأحداث الدولية، وتُبرز قدرة واشنطن على المحافظة على نفوذها من خلال حلفائها الأساسيين في المنطقة مع التأكيد على أن الزيارة تمثل أكثر من مجرد بروتوكول؛ إنها إعلان مستمر بأن الخليج هو الشريك الحصري القادر على إعادة تشكيل خارطة القوى في المنطقة.