انخفاض صادم.. مبيعات النفط الروسي تواجه تحولات كبيرة في الأسعار والطلب

مبيعات النفط تشهد تطورات ملحوظة في الأسواق العالمية، حيث تقلصت الخصومات على خام الأورال الروسي المُسلّم إلى الموانئ الهندية في الآونة الأخيرة؛ مما يعكس تغيرات في ديناميكيات العرض والطلب، ومع ارتفاع الأسعار وتقلص المعروض، بدأت المصافي الهندية تبحث عن بدائل أخرى، فما الذي يدفع هذه التغيرات، وكيف تؤثر على السوق.

تأثير تقلص الخصومات على مبيعات النفط الروسي

تشير التقارير الأخيرة إلى أن الخصومات على خام الأورال الروسي، الذي يُعدّ من أبرز الصادرات النفطية لموسكو، قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2022، وبحسب متعاملين في السوق، فإن هذا التراجع يأتي مع ارتفاع الطلب في دول مثل الهند وتركيا، مما يعزز من قيمة مبيعات النفط الروسي على الرغم من العقوبات الغربية؛ حيث أصبح الخام الروسي أقل تنافسية من حيث السعر مقارنة بالسابق، لكنه لا يزال خيارًا أقل تكلفة من بعض البدائل العالمية مثل خام مربان الإماراتي، وهذا التحول يضع ضغوطًا جديدة على المصافي التي تعتمد على الإمدادات الروسية لتلبية احتياجاتها اليومية.

ارتفاع الطلب ودوره في تعزيز مبيعات النفط

يُعدّ الطلب المتزايد من الهند وتركيا أحد العوامل الرئيسية وراء استقرار مبيعات النفط الروسي في الوقت الحالي، فبيانات حديثة أظهرت ارتفاع واردات تركيا من خام الأورال خلال يونيو الماضي لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف العام الجاري، ويرجع ذلك إلى تحسن هوامش التكرير والحاجة الموسمية للوقود؛ بينما تواصل الهند تصدر قائمة المشترين بعد أن أصبحت السوق الأكبر للنفط الروسي المنقول بحرًا، خاصة بعد إعادة توجيه موسكو لإمداداتها بعيدًا عن أوروبا التي فرضت قيودًا صارمة على الاستيراد منذ أواخر 2022، وهذا التحول لا يزال يعزز من مكانة روسيا في الأسواق الآسيوية على الرغم من التحديات.

تحديات العرض ومستقبل مبيعات النفط الروسي

مع ارتفاع الطلب، تواجه مبيعات النفط الروسي تحديات تتعلق بتقلص المعروض الفوري، حيث من المتوقع انخفاض كميات خام الأورال خلال الأشهر القادمة بسبب زيادة أنشطة التكرير داخل روسيا ذاتها، بالإضافة إلى أعمال صيانة مُخطط لها في مشروع سخالين-1 الذي يُصدر خام سوكول، وهذه العوامل قد تؤدي إلى ضغوط إضافية على الأسعار؛ مما يدفع المصافي في الهند للبحث عن مصادر بديلة مثل خام غرب تكساس الأمريكي لتأمين احتياجاتها، وهو ما قد يغير قواعد اللعبة في السوق على المدى القريب إذا استمرت هذه التحديات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخصومات على خام الأورال قد انخفضت بشكل ملحوظ، حيث تراوحت بين 1.70 و2 دولار للبرميل مقابل خام برنت خلال الشحنات الأخيرة، مقارنة بمستويات أعلى في الشهر السابق، وهذا الانخفاض يعكس التوازن الجديد بين العرض والطلب، لكنه يضع تحديات أمام المشترين الذين اعتادوا على أسعار أكثر تنافسية في السابق، ومع استمرار هذا الوضع، قد نشهد تغيرات أكبر في استراتيجيات الشراء العالمية. لتسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المصافي الهندية في ظل تقلص مبيعات النفط الروسي الفورية، يمكننا الاطلاع على العوامل التالية التي تدفعها نحو البحث عن بدائل:

• انخفاض الخصومات على خام الأورال، مما يقلل من جاذبية السعر
• تقلص المعروض الفوري بسبب زيادة التكرير داخل روسيا
• أعمال الصيانة المقررة في مشاريع الإنتاج الروسية
• ارتفاع تكلفة الشحن واللوجستيات في ظل العقوبات الغربية
• الحاجة إلى تنويع مصادر الإمداد لتأمين الاحتياجات المستمرة

ولتوضيح الفروقات في الأسعار والخصومات التي تؤثر على مبيعات النفط خلال الفترة الأخيرة، يمكن الاطلاع على الجدول التالي الذي يقارن متوسط الخصومات لخام الأورال مقابل برنت:

تظل مبيعات النفط الروسي محور اهتمام في الأسواق العالمية، حيث تسعى موسكو للحفاظ على حصتها رغم التحديات العالمية، وبينما يستمر الطلب في الارتفاع، قد نشهد المزيد من التقلبات التي تعيد تشكيل خريطة التجارة النفطية.