تخيّل الجديد: مبادرة التنوير لرئيس ملتقى السرد العربي تبدأ من بورسعيد

في السطور القادمة سنناقش موضوعًا محوريًا يشغل اهتمام الأوساط الثقافية؛ وهو “دور الثقافة والفنون في بناء الوعي الوطني”. في ندوه مميزة استضافتها جمعية الباسلة بمدينة بورسعيد، أكّد الدكتور حسام عقل، رئيس مجلس إدارة ملتقى السرد العربي، أهمية استعادة ريادة الإعلام المصري بصيغة جديدة تعكس الإرث الثقافي للبلاد. يتناول المقال أهمية الخطاب الثقافي وتأثير الرموز الفنية والأدبية في تشكيل الهوية الوطنية.

أهمية الإعلام المصري في تشكيل الوعي الوطني

تُعد وسائل الإعلام حجر الأساس في بناء وتشكيل وعي الشعوب عبر الأجيال. شدّد الدكتور حسام عقل خلال الندوة على ضرورة تطوير المحتوى الإعلامي المصري ليواكب القيم الثقافية ويلعب دوره في مواجهة التحديات الراهنة، مُشيرًا إلى دور الإذاعة المصرية والتلفزيون في الماضي كأدوات قوية لمخاطبة الجمهور ونشر الثقافة. استعرض عقل أمثلة حية من إبداعات نجيب محفوظ وأغاني أم كلثوم، التي شكّلت وسيلة فعّالة لتعزيز الهوية الوطنية ونقل صورة إيجابية عن مصر للعالم.

دور السينما والفن في بناء الهوية الوطنية

السينما المصرية كانت دائمًا منارة ثقافية، ووسيلة لنقل قصص ملهمة تعكس حياة المصريين وتطلعاتهم. أشار عقل إلى أن تيار الواقعية الذي تزعّمه المخرج الكبير صلاح أبو سيف قد ترك بصمة خالدة على المشهد الفني. لكن بعد رحيل كتّاب مثل أسامة أنور عكاشة، شهدت السينما تراجعًا ملحوظًا، مع سيطرة ما يُسمى بأفلام المقاولات، التي لم تقدم محتوى هادفًا يلبي احتياجات الجماهير. دعوة عقل لتطوير السينما تؤكد الحاجة إلى وضع سياسات تدعم الإنتاج الفني وتعود بالقطاع إلى مجده السابق.

دعوة لإعادة صياغة الخطاب الثقافي الوطني

تأتي رسالة عقل واضحة وقوية، حيث دعا المؤسسات التعليمية وصّنّاع القرار إلى التركيز على صياغة خطاب ثقافي جديد يتسم بالجدية والهدفية. وشدّد على ضرورة تعزيز القيم الإيجابية مثل الاعتدال والتسامح من خلال الفنون والمسرح. المبادرات التنويرية كمبادرة “الوعي وبناء الشخصية الوطنية” التي أطلقها في بورسعيد تسعى لإعادة إحياء التنوير الثقافي والوصول إلى أجيال قادرة على مواجهة التحديات المجتمعية بروح واثقة ومعرفة أصيلة.

ختامًا، يؤكد المقال أن التغلب على التحديات يتطلب استثمارًا فعّالاً في الثقافة وتبني استراتيجية واعية تدمج بين الإعلام والفنون، بما ينقل رسالة واضحة ويُسهم في بناء وعي وطني مستنير.