«تعافي قوي» أسهم البرتغال بعد أزمة 2014 والنقد الأجنبي يدعم السوق بشكل واضح

أسهم البرتغال تتعافى من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي، حيث سجل مؤشر بورصة لشبونة (PSI) ارتفاعاً غير مسبوق منذ مايو 2011، متجاوزاً 7,790 نقطة مع تداولات قوية تعكس تعافياً كاملاً من الأزمة المالية التي اجتاحت البلاد عام 2014، ويُعزى هذا التعافي إلى أداء قوي لبنك BCP وتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، إضافة إلى تدفق النقد الأجنبي الذي عزز السوق المحلية وأعاد الثقة للمستثمرين الأجانب.

أسهم البرتغال تتعافى من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي: أسباب وتحليلات

ساهمت عوامل عديدة في تعافي أسهم البرتغال من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي، أبرزها تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي الذي انعكس إيجابياً على معدلات النمو والبطالة، مما قلل من مخاطر الائتمان بشكل ملحوظ؛ كذلك لعب توسع الشركات البرتغالية نحو الأسواق الخارجية دوراً محورياً في جذب سيولة أجنبية جديدة إلى السوق، وهي سيولة ساعدت بشكل مباشر في رفع مؤشر PSI وزيادة مستوى التداولات، وفي هذا السياق ذكر بيدرو لينو، الرئيس التنفيذي لشركة Optimize Investment Partners في لشبونة، أن المستثمرين الأجانب باتوا اللاعب الأكثر تأثيراً على السوق البرتغالي، الأمر الذي يجعله أكثر جاذبية للمؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد من حول العالم.

مستثمرون كبار يعززون تعافي أسهم البرتغال من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي

تبرز مشاركة صندوق التقاعد الوطني الكندي وصندوق الثروة السيادي النرويجي بين كبار المقرضين في السوق البرتغالية، وهو ما يوضح ثقة واستقرار البيئة الاستثمارية، كما أن الملكية الكبيرة في بنك BCP وشركتي الطاقة EDP وREN تعود إلى كيانات صينية، بينما تهيمن الاستثمارات الإسبانية على قطاع البنوك، ويُضاف إلى ذلك برنامج «التأشيرة الذهبية» الذي يمنح إقامة سريعة مقابل ضخ 500 ألف يورو أو أكثر في استثمارات محلية حيث تقدر شركة Optimize أن هذه الاستثمارات تشكل نحو 2% من الأسهم الحرة القابلة للتداول في بورصة لشبونة، وهكذا يُعتبر دخول كبار المستثمرين واستمرارية تدفق النقد الأجنبي من العوامل الأساسية التي تعزز ثقة السوق البرتغالية وتُسرّع من وتيرة التعافي.

تداعيات إفلاس بنك إسبيريتو سانتو وتأثيرها على تعافي أسهم البرتغال من أزمة 2014 بفضل النقد الأجنبي

لا يخلو المشهد الاستثمار في البرتغال من الحذر الناتج عن تجارب ماضية مؤلمة، فقد أدى إفلاس بنك «إسبيريتو سانتو» عام 2014 إلى تراجع مؤشر PSI بنسبة تجاوزت 40%، مخلفاً فقدان الثقة وسط سحب أموال كبير بلغ أكثر من مليار يورو، وتم حينها تصفية أصول البنك وتأسيس «نوفو بانكو» الذي باعته المجموعة الفرنسية BPCE، وفي ضوء هذه التجربة، يعبر المستثمرون المحليون عن تحفظهم إزاء الاستثمارات رغم التعافي الواضح، ويرى بيدرو لينو أن ذلك يعود إلى الصدمة العميقة التي خلفتها أزمات القطاع البنكي خلال الأزمة المالية وما تلاها مما جعل الطلب على النقد الأجنبي أمراً محورياً لتجاوز حالة التردد هذه.

• تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي في البرتغال يدعم ثقة المستثمرين
• انخفاض مخاطر الائتمان يسهل التدفقات النقدية الأجنبية
• توسع الشركات في الأسواق العالمية يعزز السيولة المحلية
• مشاركة صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية تعكس جاذبية السوق
• برنامج التأشيرة الذهبية يشجع الاستثمار الأجنبي عبر منح إقامة سريعة

تُظهر أسهم البرتغال كيف يمكن للنقد الأجنبي أن يكون محرك التعافي الاقتصادي رغم الصدمات الماضية، والاستثمارات الكبيرة القادمة من الخارج تفتح المجال أمام دعم مستدام للسوق المالي مستقبلاً مع بقاء الحذر المحلي قائماً على خلفية تجارب الإفلاس السابقة.