«تحذير عالمي» إسرائيل وأمريكا عبء التحالف وسياسات قد تؤدي للفوضى العالمية

الكلمة المفتاحية: إسرائيل عبء على الولايات المتحدة

إسرائيل عبء على الولايات المتحدة يتجلى بوضوح في المساعدات المالية والسياسية التي تقدمها واشنطن لدولة الاحتلال التي تجاوزت قيمتها مئات المليارات من الدولارات، وسط أزمات اقتصادية متزايدة في أميركا، ما يجعل التساؤل عن استمرار هذا التحالف ضرورة ملحة خاصة مع تصاعد النفوذ الإسرائيلي وتأثيره المباشر على القرار الأميركي، في ظل سياسات يمينية متشددة تقودها حكومة بنيامين نتنياهو

كيف تحولت إسرائيل عبء على الولايات المتحدة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية

تُقدم الولايات المتحدة لإسرائيل دعمًا سنويًا عسكريًا يتخطى 3.8 مليار دولار، وقد تجاوز مجموع المساعدات منذ الحرب العالمية الثانية 150 مليار دولار، وهذا الرقم الضخم يمثل أكبر مساعدات عسكرية تقدمها واشنطن لأي طرف في العالم، في وقت تشهد فيه أميركا أزمة اقتصاد خانقة تتمثل في تجاوز الدين العام 34 تريليون دولار وعجز في الموازنة بنسبة أكثر من 6 بالمئة من الناتج المحلي، وسط انقسام سياسي حاد على أولويات الإنفاق الحكومي؛ ومع ذلك، تم تمرير قرار في الكونغرس 2023 بمنح إسرائيل أكثر من 14 مليار دولار مساعدات إضافية خلال حربها في غزة، وهو قرار أثار موجة من الاستياء بين أوساط الشباب الأميركي الذين يرون أن هذه الأموال يمكن أن تُوجه لمعالجة مشاكل داخلية تتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، ما يجعل العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تبدو أقل كمصالحة استراتيجية وأكثر كلفة سياسية واقتصادية وأخلاقية على الولايات المتحدة

التأثير الإسرائيلي والأدوات التي تجعل إسرائيل عبء على الولايات المتحدة

اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة لم يعد يقتصر دوره على مؤثر بسيط، بل وصل إلى حد ممارسة ضغط وصاية حقيقي على صناع القرار، خاصة عبر منظمات مثل “AIPAC” التي أنفقت أكثر من 40 مليون دولار في دعم أو إسقاط مرشحين لمناصب سياسية، مما يؤكد حجم النفوذ الإسرائيلي في المشهد السياسي الأميركي، وامتد هذا التأثير ليشمل الإدارات التنفيذية، وسائل الإعلام، مراكز البحث، وحتى القرارات العسكرية، وهو ما يجعل من الصعب بل من شبه المستحيل التمييز بين قرار أميركي مستقل وضغوط إسرائيلية، الأمر الذي يعزز احتمالية اعتبار إسرائيل عبء يحمل الولايات المتحدة كتكلفة سياسية وأخلاقية عالية، في حين يزداد تحالف بنيامين نتنياهو مع الجهات اليمينية المتشددة في إسرائيل تعقيدًا، لأن هذا الوضع يدفع القادة الإسرائيليين إلى الاعتماد على الدعم الأميركي بشكل غير مشروط مهما كانت تبعاته على المنطقة وعلى السياسة الأميركية

عوامل تجعل إسرائيل عبء على الولايات المتحدة في خضم التحالف الاستراتيجي

يؤدي تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل إلى مجموعة من التبعات المعقدة التي تمنع الأميركيين من التحرر من هذا العبء رغم تكلفته العالية، ومن أهم هذه العوامل:

• تقديم أكبر حجم مساعدات عسكرية ومالية لشريك يعتبره كثيرون أقل حليف في الوقت الحساس
• انعدام التوازن بين الدعم الذي يتلقاه إسرائيل وبين الأزمات الاقتصادية التي تواجه أميركا
• النفوذ المباشر والواسع للكيان الإسرائيلي عبر لوبيات ومؤسسات ضغط داخل الولايات المتحدة
• الانقسام الداخلي الأميركي حول موضوع الدعم الإسرائيلي، خصوصًا بين الشباب والطبقات المتوسطة
• تفاقم النزاعات الإقليمية نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تحدد أولوية الاهتمام الأميركي بشكل مستمر

هذا الواقع لا يقتصر على تأثير اقتصادي فقط، بل يتعداه ليشمل قرارات الأمن القومي والسياسات الخارجية الأميركية التي أصبحت مرهونة إلى حد كبير للمصالح الإسرائيلية، مما يعيد تساؤلًا حيويًا عن مدى استمرار هذه العلاقة

علاقتهما المتشابكة باتت تمثل تحديًا متواصلًا للولايات المتحدة حيث يكاد القرار الأميركي يتقاطع مع الأجندة الإسرائيلية حتى في قضايا حساسة؛ وتحول إسرائيل إلى عبء مالي وسياسي وأخلاقي يعيد ترتيب موازين القوة والتأثير داخل واشنطن، الأمر الذي يثير استفسارات مستمرة في أروقة السياسة الأميركية والشعب ذاته عن جدوى هذا التحالف وإن كان من الممكن التدبر في البدائل

في ظل هذا التداخل بين السياسة والاقتصاد والضغط المستمر، يبقى السؤال العميق: هل من الممكن أن تستمر الولايات المتحدة في حمل هذا العبء بينما هي في أمس الحاجة إلى توجيه مواردها لمشاكل داخلية متفاقمة؟ وما إذا كان التحالف مع إسرائيل سيسهم فعلاً في استقرار أوسع أم أنه سبب إضافي للإرباك والتوترات التي لا تزول بسهولة.