«خطر مائي» الإفراط في شرب الماء هل يهدد حياتك فعلاً بتحمّل تسمم قاتل

تسمم الماء من الأخطار الصحية التي يشير إليها الدكتور جمال شعبان، استشاري القلب، إذ يحذر من شرب كميات مفرطة من الماء يوميًا، لأنها قد تؤدي إلى اختلال خطير في وظائف الكلى والمخ؛ فالجسم لا يحتاج إلى أكثر من ثلاث لترات ماء يوميًا، وتجاوز هذه الكمية يحمل الكلى عبئًا زائدًا ويسبب تسمم الماء.

تسمم الماء والكمية المناسبة التي يحتاجها الجسم يوميًا

يؤكد الدكتور جمال شعبان أن الكمية المناسبة من الماء لا تتجاوز 3 لترات يوميًا، فالإفراط في الشرب يضغط على الكلى بشكل كبير؛ خصوصًا حين يستهلك الشخص الماء دفعة واحدة أو لا يتعرق كثيرًا، ويشير إلى أن تجاوز الحاجة الطبيعية للماء يُعرض الجسم لمخاطر تسمم الماء، وهو حالة تحدث بسبب انخفاض نسبة الصوديوم في الدم نتيجة شرب كميات كبيرة، مما يُلحق ضررًا بوظائف المخ والكلى بشكل خاص، ويُعد الاعتدال في تناول الماء وتوزيع الكمية على مدار اليوم هو المفتاح للحفاظ على الصحة.

علامات تسمم الماء التي يجب الانتباه إليها

تسمم الماء يظهر بمجموعة من الأعراض التي تتعلق باضطراب توازن الصوديوم في الجسم، وتشمل مشاكل في وظائف المخ، الدوخة، الغثيان، تشوش التفكير، وتورم خلايا المخ، وأحيانًا فقدان الوعي؛ وهذه العلامات تحذيرية وتسهم في تحديد الحالات الحرجة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج، ولهذا يتوجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة مثل هذه الأعراض خاصة لدى الأشخاص الذين يشربون الماء بكميات كبيرة خلال فترة قصيرة.

الفئات الأكثر عرضة لمخاطر تسمم الماء

يركز الدكتور جمال على الرياضيين، وخاصة المشاركين في سباقات الماراثون، كفئة الأكثر عرضة لتسمم الماء بسبب استهلاكهم كميات كبيرة من السوائل في أوقات قصيرة، دون تعويض الأملاح المعدنية الضرورية، مما يسبب خللًا في التوازن الكهربائي داخل الجسم ويؤثر في أداء الكلى والمخ، كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في التعرق أو مشاكل صحية بالكلى معرضون أيضًا لهذا الخطر، لذلك التنبه لطريقة شرب الماء وطبيعته أمر حاسم لتجنب المضاعفات.

طرق الوقاية من تسمم الماء وأساليب العلاج

تبدأ الوقاية من تسمم الماء باتباع بعض الخطوات البسيطة والفعالة مثل:

• تحديد كمية الماء اللازمة تبعًا لنشاط الجسم والظروف المناخية
• توزيع شرب الماء على مدار اليوم بدون شرب كميات كبيرة دفعة واحدة
• مراقبة أعراض واضطرابات الوعي أو الدوخة ومحاولة التوجه للطبيب فورًا عند ظهورها
• تناول الأملاح المعدنية لتعويض الفاقد أثناء التعرق أو ممارسة الرياضة

أما في حالة حدوث تسمم الماء، فإن العلاج يتطلب التوقف فورًا عن شرب الماء، مع استخدام مدرات البول لتحفيز إخراج السوائل الزائدة، وإعطاء محاليل صوديوم أو أقراص تحت إشراف طبي مناسب لإعادة التوازن إلى جسم الإنسان وضمان استعادة الوظائف الحيوية للكلى والمخ.

من المهم إدراك أن شرب الماء بإفراط لا يعني صحة أفضل، بل قد يتحول إلى تهديد حقيقي للحياة، لذا تنظيم شرب الماء أمر ضروري للحفاظ على توازن الجسم وأداء أعضائه الحيوية، مع الانتباه للعلامات التي قد تشير إلى تسمم الماء للحفاظ على صحتك دون مخاطر.