«توقف مفاجئ» أزمة الإنترنت في اليمن هل تضع الحياة الرقمية على المحك؟

الإنترنت الأرضي في اليمن يعاني من تدهور حاد وأزمات مستمرة، حيث توقفت خدمة الإنترنت المقدمة من شركة “يمن نت” بشكل شبه كامل منذ قرابة شهرين، وفق تصريحات القاضي عبدالوهاب قطران الذي عبّر عن استيائه من بطء الخدمة الشديد وارتفاع تكلفتها مما دفع المواطنين للاعتماد على باقات “الفور جي” المكلفة التي تنفد بسرعة خلال يومين فقط، ما يعكس حجم المعاناة اليومية للمستخدمين.

أسباب تدهور الإنترنت الأرضي في اليمن وارتباطها بتجارب المستخدمين

الإشكالية في الإنترنت الأرضي باليمن لا تكمن فقط في بطئ الخدمة بل في فقدان الاستقرار التام الذي يجعل التصفح واستخدام التطبيقات الأساسية شبه مستحيل، خصوصًا في ظل الظروف الأمنية التي تسود البلاد منذ مارس 2025 مع الغارات الأمريكية المتزامنة، هذا الوضع دفع العديد من المستخدمين للبحث عن بدائل أخرى كخدمات “الفور جي” التي تكلفهم مبالغ باهظة ولا تضمن استمرارية الاتصال، ما يطرح أسئلة حقيقية عن فاعلية شركات الاتصالات وتجاهلها لاحتياجات المستخدمين.

النقاط الرئيسية التي توضح واقع الإنترنت الأرضي في اليمن تشمل:

  • توقف الخدمة الأرضية لمدة شهرين مع بطء غير مسبوق في السرعة
  • ارتفاع أسعار الباقات مقارنة بالخدمات المقدمة

الإنترنت الأرضي في اليمن مقارنة بالخدمات الفضائية: معاناة المستخدمين ودعوات التغيير

يرى القاضي عبدالوهاب قطران أن اليمن يمتلك “أغلى وأبطأ إنترنت في العالم” بسبب احتكار شركات الاتصالات المحلية التي تستنزف أرصدة المستخدمين دون تقديم سرعة مناسبة، وحينما أعلنت السعودية موافقتها على خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” تابعة لشركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك، انفتح نقاش واسع حول إمكانية إدخال هذه الخدمة إلى اليمن لتحسين جودة الإنترنت وكسر احتكار مزودي الخدمات التقليدية.

في الجدول التالي مقارنة بين الإنترنت الأرضي في اليمن وخدمة “ستارلينك”:

الخدمة السرعة التكلفة التوافر
الإنترنت الأرضي “يمن نت” بطيئة جدًا مرتفعة مع استنزاف الأرصدة محدودة ومتوقفة أحيانًا
خدمة “ستارلينك” سريعة ومستقرة متوسطة إلى مرتفعة قابلة للتطبيق في المناطق النائية

دعوات القاضي عبدالوهاب قطران لتحسين الإنترنت الأرضي وفتح الباب أمام “ستارلينك”

وجه القاضي عبدالوهاب قطران نداءً واضحًا للسلطات اليمنية بضرورة تحسين خدمات الإنترنت الأرضي بأسعار معقولة ومناسبة للجميع، أو السماح بدخول خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” لكسر احتكار شركات الاتصالات المحلية التي تتجاهل معاناة المواطن اليمني، كما رفض الحجج الأمنية المبررة لمنع الخدمة، مستدلاً بأن معظم الخدمات الرقمية المستخدمة تحت رقابة أمريكية بالفعل، وأن دخول “ستارلينك” سيكون نقلة نوعية في حياة الناس خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية.

مؤيدي هذه الدعوة يرون أن العمل على تحسين الإنترنت الأرضي يجب أن:

  • يتضمن رقابة فعالة على الجودة والأسعار
  • يسهل عملية دخول بدائل تكنولوجية متطورة مثل “ستارلينك”
  • يشجع على الاستثمار في تطوير البنية التحتية لتغطية أوسع
  • يكسر احتكار شركات الاتصالات ويعزز حرية السوق

على الجانب الآخر، يرى البعض أن تطبيق “ستارلينك” في اليمن قد يواجه تحديات سياسية وأمنية بسبب الوضع الراهن، ما يتطلب دراسة متأنية من الجهات المختصة.

الإنترنت الأرضي في اليمن يمثل أزمة حقيقية يعاني منها الجميع، ما بين ضعف الخدمة، الأسعار الباهظة، وعدم القدرة على الاعتماد على الشبكات الأرضية بشكل دائم، بينما تلوح بدائل متقدمة مثل “ستارلينك” في الأفق، إلا أن المعاناة مستمرة في انتظار قرارات فاعلة تغير الواقع المتردي بشكل ملموس.