«موقف رسمي قوي» الموقف اليمني الفلسطيني في مؤتمر دولي يكشف رد الفعل على العمليات الحوثية ضد إسرائيل

يخوض اليمن معركة مصيرية ضد ميليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران، وهي معركة تتجاوز الصراع السياسي لتصبح دفاعًا عن الجمهورية والدولة اليمنية بأكملها، فالميليشيا انقلبت على الدولة وسببت معاناة غير مسبوقة للشعب اليمني عبر ارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة النطاق، ما يجعل من هذه المعركة محطة حاسمة في تاريخ اليمن والمنطقة بأسرها.

دور اليمن في المعركة المصيرية ضد الحوثيين والدعم الإقليمي

في حديثه خلال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جاكرتا، أكد عبد الرزاق الهجري أن اليمن يخوض معركة مصيرية ضد الحوثيين تتطلب دعمًا فوريًا من المجتمع الدولي، لا سيما الحكومات الشرعية التي تسعى لاستعادة مؤسسات الدولة بعد الانقلاب المزعزع للأمن والاستقرار، ويبرز دور التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الذي لعب دورًا محوريًا في دعم هذه الحكومة وتحقيق توازن معين في الصراع، فالتحالف يواجه ميليشيات مدعومة مباشرًة من إيران التي بات دعمها للحوثيين حقيقة معروفة لا ينكرها أحد، وتبقى هذه الصراع تجسيدًا لصراع أوسع يطال أمن اليمن والإقليم.

الهجري أشار إلى أن الحوثيين لم يكونوا مجرد قوة سياسية أو عسكرية فحسب، بل تحولت تمردهم إلى مشروع طائفي يهدد استقرار اليمن والمنطقة ويعطل الملاحة الدولية، وهو ما يفرض ضرورة التصدي بحزم واحترافية مع التعاون مع الدول الإسلامية التي يجب أن تدين الدعم الإيراني لهذه الميليشيات، وتدعو إيران إلى وقف إجرامها بحق اليمنيين الذين يعانون من الخراب والدمار على يد الحوثيين.

جرائم الحوثيين وآثارها في اليمن ضمن المعركة المصيرية

انقلاب الحوثيين أدى إلى موجات من العنف أدت إلى قتل وتشريد المدنيين ودمار البنية التحتية، حيث تتجسد جرائمهم في شكل:

• القتل غير المبرر للمدنيين
• التهجير القسري للسكان الأبرياء
• التدمير المنهجي للمؤسسات العامة والخاصة
• تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراعات المسلحة
• فرض مشروع طائفي يخدم مصالح مموليهم ويهدد الوحدة الوطنية

هذه الأعمال الإجرامية جعلت من اليمن ساحة صراع تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية، وتثير توترات عميقة تعرقل جهود إعادة الاستقرار والسلام، وقد أشار الهجري إلى ارتباط هذه الأوضاع بالأحداث المتلاحقة مثل الاعتداءات الصهيونية على الموانئ والمطارات والتي كانت ذريعة أخرى لتحميل الحوثيين مسؤولية تحويل البلاد إلى مسرح نزاعات متعددة، مما يزيد من تعقيد المشهد اليمني وانعكاسات الأزمة على الأمن الإقليمي.

اليمن والقضية الفلسطينية ضمن رؤية عبد الرزاق الهجري للمعركة المصيرية

الرؤية الوطنية اليمنية بحسب الهجري لا تقتصر على محاربة الحوثيين فقط، بل ترتبط بالقضايا الكبرى في المنطقة مثل القضية الفلسطينية التي تعتبرها اليمن القضية الأولى في سلم أولوياتها، حيث أبدى رفضًا قاطعًا للجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وندد بمحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي في غزة، داعيًا إلى وقفة جادة ومساندة شعب فلسطين في واجب مقدس لإحقاق حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،

وجاء دعم اليمن لخطة مصر لإعادة إعمار غزة تأكيدًا على أهمية التضامن الإسلامي والعمل المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى الدعوة لإجبار المجتمع الدولي على وقف المجازر الإسرائيلية في لبنان واليمن وسوريا، حيث تعتبر هذه الجهود امتدادًا طبيعيًا لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة وضمان تماسك الأمة الإسلامية.

تسليط الضوء على هذه الجوانب يوضح أن المعركة المصيرية التي يخوضها اليمن ضد الحوثيين ليست مجرد نزاع داخلي بل هي حجر أساس في محاربة التهديدات الخارجية التي تبحث عن تفتيت وحدة الأمة وتأجيج الصراعات الطائفية بما يخدم مصالح قوى إقليمية ودولية، وبالتالي لا يمكن النظر إلى هذه الأزمة بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي الذي يشكل تحدياً حقيقياً لاستقرار المنطقة برمتها.