«تراجع ملموس» النفط يتراجع وسط مخاوف كبيرة من ضعف الطلب العالمي

النفط يتراجع وسط مخاوف من ضعف الطلب، وهذا التراجع جاء نتيجة شعور الأسواق بعدم اليقين اتجاه مستقبل الطلب العالمي على الخام، خاصة مع عودة التوترات التجارية بين الدول الكبرى وظهور توقعات بزيادة الإنتاج من قبل تحالف أوبك+، مما ألقى بظلاله على أسعار النفط وأدى إلى انخفاض ملحوظ في جلسة التداول الأخيرة، وسط عوامل متعددة تتواكب مع تحركات السوق العالمية.

تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من ضعف الطلب

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال الجلسة الأخيرة، حيث أغلق خام برنت متراجعًا بمقدار 31 سنتًا، ما يعادل انخفاض نسبة 0.45% ليصل إلى 68.80 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 45 سنتًا بنسبة 0.67% إلى 67 دولارًا للبرميل، وجاءت هذه التحركات وسط تعاملات ضعيفة نظراً لعطلة عيد الاستقلال الأمريكي التي أثرت على حركة السوق، وبرز قلق المستثمرين من ضعف الطلب العالمي، خاصة في ظل عودة التوترات التجارية وتوقعات زيادة الإنتاج.

النفط يتراجع نتيجة أثر الرسوم الجمركية والتوترات التجارية

سجل النفط تراجعًا ملحوظًا تزامنًا مع اقتراب انتهاء فترة تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية في 9 يوليو، مع عدم التوصل إلى اتفاقيات نهائية مع شركاء رئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، وهو ما يثير مخاوف الأسواق من تأثير سلبي محتمل على التجارة العالمية وبالتالي ضعف الطلب على الوقود، كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم نيته تمديد تعليق الرسوم الجمركية زادت من القلق حيال احتمال تصعيد حرب تجارية، مما ينذر بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ويؤثر سلبًا على سوق النفط.

زيادة الإنتاج وتراجع الطلب يدفعان النفط إلى التراجع

تشهد الأسواق توترًا مع ترقب نتائج اجتماع أوبك+ الذي من المتوقع أن يُقر رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس القادم، مما سيساهم في زيادة المعروض النفطي، بينما على جانب الطلب، كشفت البيانات الاقتصادية تراجع نشاط قطاع الخدمات في الصين، أكبر مستورد للنفظ عالميًا، حيث سجل أبطأ وتيرة نمو منذ تسعة أشهر في يونيو، بسبب ضعف الطلب الداخلي وتراجع طلبات التصدير الجديدة، ما يضغط على أسعار النفط ويدعم مخاوف ضعف الطلب العالمي التي ساهمت في التراجع الحالي.

• انتهاء تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على التجارة العالمية
• توقعات زيادة إنتاج أوبك+ بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس
• ضعف الطلب في السوق الصينية وأبطأ نمو لقطاع الخدمات
• ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 3.8 مليون برميل

ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية فجأة شكل ضغطًا إضافيًا على السوق، حيث أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة غير متوقعة بمقدار 3.8 مليون برميل لتصل إلى 419 مليون برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع قدره 1.8 مليون برميل، هذا الارتفاع المفاجئ في المخزونات يعطي إشارة بأن العرض قد يكون أكبر من الطلب، مما يدعم الانخفاض في الأسعار.

على الجانب الاقتصادي، كشف تقرير التوظيف الأمريكي عن تحسن ملحوظ، حيث تمت إضافة 147 ألف وظيفة في يونيو، مع تراجع معدل البطالة إلى 4.1%، وهذا يعكس قوة الاقتصاد رغم أن حوالي نصف الوظائف الجديدة جاءت من القطاع الحكومي، مع بقاء التحديات في قطاعات التصنيع والتجزئة، ويُعتبر هذا العنصر نقطة مضادة للتراجع النفطي، إذ يشير إلى زيادة الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة.

التطورات السياسية والجيوسياسية صبت أيضًا في تقلبات السوق، بعد إعلان إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أثار مخاوف من تصاعد الأزمة النووية، وإضافة وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة ضد إيران وحزب الله، مما يزيد من التوتر ويؤثر على إمدادات النفط العالمية؛ هذه العوامل تعزز حالة عدم الاستقرار التي ترافق تحركات أسعار النفط.

بشكل عام، النفط يتراجع وسط مخاوف من ضعف الطلب الذي تتغذى أسبابه من الرسوم الجمركية، زيادة الإنتاج، وتراجع النمو في الأسواق الرئيسية، ما يشكل تحديًا أمام الأسعار ويجعل المتابعين في حالة ترقب لقرارات أوبك+ والتطورات الاقتصادية العالمية.