«مباشر من عرض البحر» الناجون من حادث غرق حفار البترول يروون لحظات الرعب والقلوب الموجوعة

كانت لحظات الرعب التي عاشها الناجون من حادث غرق حفار البترول أشبه بكابوس لا ينتهي وسط مياه البحر الأحمر، حيث أفصح الناجون عن تفاصيل واقعة الغرق المفاجئ التي قلبت حياتهم رأسًا على عقب، وكانت تجاربهم شاهدة على فداحة الحادث وسط ظروف صعبة، وهو ما جعلهم يعيشون في حالة ترقب دائم حتى وصول فرق الإنقاذ، ما يبرز أهمية الاستعداد لمثل هذه المواقف الطارئة في مواقع العمل البحرية، إذ إن حادث غرق حفار البترول يترك أثرًا نفسيًا وجسديًا لا ينسى.

كيف جرت تفاصيل حادث غرق حفار البترول حسب رواية الناجين

يروي الناجون أنهم كانوا متجهين إلى إحدى منصات الحفر شمال البحر الأحمر للعمل بشكل اعتيادي حينما حدثت المفاجأة، فجأة شعروا بأن الحفار بدأ يميل بسرعة غير متوقعة ثم انقلب بالكامل، وسط ظلمة تغمر المكان والمياه الباردة تحيط بهم. ظلوا متشابكي الأيدي لأكثر من ساعة كاملة وسط الأمواج، قبل أن تصل فرق الإنقاذ التابعة لشركة جابكو التي سحبتهم إلى بر الأمان، ثم نقلتهم عبر الوحدات البحرية إلى ميناء جبل الزيت، حيث كانت سيارات الإسعاف في انتظارهم ليتم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وأشار الناجون إلى الدور الحاسم والمهني الذي لعبته فرق الإنقاذ والتي أنقذت الكثير من الأرواح، وهو ما يعكس ضرورة تطوير وتنمية قدرات فرق الطوارئ البحرية في مثل هذه الأماكن الحيوية.

ماذا عن مصير ضحايا حادث غرق حفار البترول؟

صدرت تصريحيات بدفن جثامين أربعة من الضحايا الذين تم انتشالهم من مياه البحر وتبين أن المتوفين هم: عمرو محمد شوقي من الغربية، محمود محمد محمود من القاهرة، إبراهيم محمد حسن من قنا، وخالد مجدي خميس من الإسكندرية، وتم تسليم الجثامين لذويهم. من جهة أخرى، باشرت النيابة العامة تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب الفنية الدقيقة التي أدت إلى هذه الحادثة المأساوية، فيما تم تنظيم طلعة جوية بفريق مختص من شركة البترول ومسؤولين في وزارة البيئة من أجل تقييم حالة الموقع والتأكد من عدم حدوث أي تسرب بترولي قد يؤثر على البيئة البحرية.

كيف تستمر جهود البحث والإنقاذ بعد حادث غرق حفار البترول؟

تتواصل عمليات البحث والإنقاذ ليومها الثالث على التوالي في مياه خليج السويس بمحيط موقع غرق الحفار البحري “أدمارين 12” في منطقة جبل الزيت، مع مشاركة فرق الغواصين المحترفين من شركة جابكو وعدد من الجهات المختصة، حيث تسعى هذه الفرق إلى العثور على المفقودين الذين لا يزالون في عداد المفقودين منذ وقوع الحادث أثناء سحب الحفار إلى موقعه الجديد، كما تتابع السلطات المحلية وعلى رأسها اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، التطورات بشكل مستمر مع التنسيق الكامل بين جميع فرق الإنقاذ والأجهزة الأمنية والشركات العاملة في المنطقة.
كما أشار مركز مكافحة التلوث البحري، بتروسيف، إلى رفع حالة الاستعداد القصوى تحسباً لأي تسرب بترولي يمكن أن يحدث نتيجة الغرق، ما يعكس أهمية الاستعداد البيئي والسيطرة السريعة على أي أزمات محتملة.

• توفير معدات إنقاذ بحرية متطورة ومناسبة لكل منصات العمل.
• تنظيم دورات تدريبية مستمرة للعمال على التعامل مع حالات الطوارئ والإنقاذ.
• تطوير أنظمة المراقبة الفورية للأوضاع الفنية للحفارات والمنصات.
• رفع جاهزية فرق الإنقاذ البحرية والأجهزة المتعلقة بمكافحة التلوث البترولي.

الحديث عن حادث غرق حفار البترول يذكرنا بمدى خطورة العمل في البحر وأهمية اليقظة والاستعداد الدائم لمواجهة الكوارث، فالنجاة في مثل هذه المواقف تحتاج إلى تعاون كبير بين العاملين وفرق الإنقاذ، ويظل الأمل معلقًا في عودة المفقودين بحياة سالمة. من يدري ما تحمله مياه البحر، لكنه يظل دائمًا درسًا في الصبر والقوة الإنسانية التي تجمعنا في أحلك الظروف.