في خضم التصعيد المتواصل، يعاني قطاع غزة من استهداف مُمَنهج للمستشفيات والبنية التحتية، وفقًا لتصريحات أدلى بها مدير مجمع ناصر الطبي. الاحتلال الإسرائيلي أخرج أكثر من 25 مستشفى عن الخدمة، وأبقى فقط على ثلاثة مستشفيات عاملة تقدم خدماتها في ظروف صعبة. هذا الاستهداف يعتبر جزءًا من مخطط أكبر لتدمير مقومات الحياة الأساسية وتهجير الشعب الفلسطيني.
استهداف المستشفيات وتأثيره على القطاع الصحي
مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، تعرضت مستشفيات القطاع لاستهداف ممنهج، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الصحية وخروج نسبة كبيرة من المرافق الطبية عن الخدمة. مدير مجمع ناصر الطبي كشف أن المستشفى يضم حوالي 500 سرير، لكن القصف الأخير تسبب في تعطيل 35% من هذه الأسرّة، مما يعيق تقديم الخدمات الطبية بشكل كبير. هذا الوضع لا يقتصر فقط على مجمع ناصر، بل يمتد ليشمل مستشفيات أخرى تواجه تحديات مشابهة نتيجة الحصار والتصعيد العسكري.
النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية
أزمة القطاع الصحي في غزة تفاقمت بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والذي يتراوح بين 50% إلى 80%. المخزون الاستراتيجي للمستلزمات الطبية تقلّص أيضًا بنسبة 70%. الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الأجهزة الطبية وأجهزة الأشعة عبر المعابر، ما يزيد من معاناة المرضى ويعوق تقديم الخدمات الأساسية. هذه الأزمة الطبية تهدد حياة الآلاف وتضع عبئًا كبيرًا على الطواقم الطبية التي تعمل في ظروف صعبة.
التزام الكوادر الطبية رغم الظروف الصعبة
على الرغم من القصف المستمر والنقص الحاد في الموارد، أكد مدير مجمع ناصر الطبي أن الطواقم الطبية تواصل عملها بكل الوسائل المتاحة. حتى في حالة خروج المستشفى عن الخدمة، ستلجأ الكوادر إلى العمل في الشوارع أو الخيام لضمان حصول المرضى على الرعاية الضرورية. هذه الجهود تأتي تعبيرًا عن التزامهم الإنساني رغم التحديات التي تواجههم.
ما يحدث في غزة ليس فقط استهدافًا للمنشآت الطبية، بل استهداف كامل للحياة الإنسانية، حيث يُترك السكان بدون خدمات أساسية، مما يزيد التحدي ويزيد من حاجة التدخل الإنساني العاجل.