كيف خطط نتنياهو وشقيقه لاغتيال جمال عبد الناصر في إطار حلم إسرائيل الكبرى؟

كان بنيامين نتنياهو شخصية استثنائية ضمن النخبة الإسرائيلية، حيث تأثر بشكل كبير بأفكار أخيه يوناثان الذي زرع في داخله رؤى متطرفة وصارمة تجاه العرب ومصر بشكل خاص. استلهم نتنياهو من أخيه الخطط واستخدم ذكاءه لتنفيذ مراحل مختلفة من حياته السياسية والعسكرية بطرائق تخدم أهداف إسرائيل التوسعية والأمنية.

## العلاقة بين بنيامين نتنياهو وأخيه يوناثان

كانت العلاقة بين نتنياهو وأخيه يوناثان محورية في تشكيل أفكار بنيامين. يوناثان، الذي لقي حتفه في عملية “عنتيبي”، كان المرشد الأول لنتنياهو وزوده بقناعاته بضرورة قمع أي قوى تهديد لدولة إسرائيل. حمل الأخوان رؤية مشتركة بأهمية إضعاف النفوذ العربي، خاصة المصري، ووضعوا خططًا مثل تفجير طائرة الرئيس جمال عبد الناصر. هذه الأفكار أثرت بشكل كبير على منهج نتنياهو السياسي فيما بعد.

## الأطروحات الثلاث التي تحكم سياسة نتنياهو

تتكون فلسفة نتنياهو الاستراتيجية من ثلاث أطروحات رئيسية. أولاً، المبادئ الثابتة التي لا يمكن التراجع عنها، مثل الاستيطان وأمن إسرائيل. ثانيًا، القضايا الاستراتيجية الكبيرة التي قد تبدو قابلة للتفاوض ظاهريًا، مثل الانسحاب من القدس أو إقامة الدولة الفلسطينية، لكنها فعليًا غير مطروحة للتنازل. وثالثًا، السياسات التكتيكية التي يمكن تعديلها أو قبولها إذا تضمنت مكاسب كبيرة. هذه المبادئ تجعل من نتنياهو لاعبًا ماهرًا في تحقيق أهدافه.

## بنيامين نتنياهو.. مقاتل فريد وعقل استراتيجي

وفقًا للتقارير الأمريكية، يظهر نتنياهو كشخصية مميزة منذ صغره، حيث اكتسب صفات القيادة والتخطيط بفضل تعليمه وسفره للخارج. تقول التحليلات النفسية إن تصرفاته مخالفة للجميع وكان دائم السعي لجذب الانتباه، سواء من خلال سياساته أو طريقته في التعامل مع زملائه. كما اشتهر بدهائه في تنفيذ العمليات الخاصة بإشراف الموساد وكانت أبرزها اغتيال شخصيات عربية مهمّة.

اختصر نتنياهو فلسفة حياته في خدمة دولته وأهدافها، متسلحًا بعقيدته الراسخة بأن إسرائيل هي الشعب “المختار”، وسعى لتحقيق الهيمنة عبر سياسات محكمة، سواء بالدبلوماسية أو باستخدام القوى العسكرية. يُظهر مسار حياته أنه قائد استثنائي يحمل رؤية بتوسع إسرائيل، ولكنه دائمًا يسعى لتفوقه الشخصي على الجميع.