«صوت قوي» واترملون بلس منصة سينمائية فلسطينية تبرز في زمن الحرب

منصة واترملون بلس أصبحت الآن وجهة رقمية بارزة لأفلام الفلسطينيين، حيث تجمع أكثر من 60 فيلمًا تروي قصصاً متعددة تعكس معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار والنكبات المستمرة، وقد انطلقت هذه المبادرة في الولايات المتحدة لتعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني ودعم صوتهم البصري في مواجهة الإقصاء وتغييبهم في المشهد العالمي والصحفي.

منصة واترملون بلس وسينما فلسطينية تنقل الواقع بكل ألوانه

تبرز منصة واترملون بلس كصوت فلسطيني فني يواجه ظاهرة تصوير الفلسطينيين كضحايا بلا صوت، حيث أكد بديع علي أن المنصة تشكل تحديًا لإسكات الأصوات الفلسطينية في الولايات المتحدة، التي تعتبر حليفة رئيسية لإسرائيل، كما أن حرمان هذه الأعمال الفنية من الانكشاف تزداد بعد الأحداث السياسية الحادة مثل هجوم حماس في أكتوبر 2023، مما يجعل المنصة رافدًا هامًا لإيصال رسالة الفلسطينيين عبر الشاشة ويضمن مساحة مرئية لتجاربهم، ويروي الكثير من الأفلام أحداثها ضمن واقع غزة المستمر في الحروب، لحكايات تعبّر عن الألم والأمل معًا.

منصة واترملون بلس وأثر الحقب السياسية على السينما الفلسطينية

وفقا لما ذكر الناقد الفلسطيني سليم البيك في كتابه “سيرة لسينما الفلسطينيين” تتنوع هذه الأفلام على منصة واترملون بلس بحسب الحقبات السياسية التي مرت بها القضية الفلسطينية من الانتفاضة الأولى حتى الخلافات الداخلية للفصائل الفلسطينية، حيث تعكس أفلام مثل “عرس الجليل” للمخرج ميشيل خليفي تصورات الانتفاضة الأولى، فيما جسدت أفلام ما بعد أوسلو البؤس وفقدان الأمل، بينما تضخم الغضب والتمرد بعد عام 2000، لتتبلور مواضيع تعكس الأوضاع الاجتماعية والانقسامات، وبهذا تضيف المنصة بعدًا تاريخيًا وسياسيًا هامًا يعزز فهم المشاهدين لما يعيشه الفلسطينيون.

أفلام منصة واترملون بلس: شهادات بصرية تحكي الألم والمقاومة

تضم منصة واترملون بلس مجموعة أفلام تمثل رموزًا بارزة للسينما الفلسطينية وتوثّق واقع الاحتلال والاحتجاز الجغرافي والسياسي، وتشمل هذه الأعمال:

  • فيلم “عمر” لهاني أبو أسعد والذي يتناول مقاومة الشباب الفلسطيني
  • فيلم “خمس كاميرات محطمة” لعماد برناط الذي يوثق قضية الاعتقال والتعذيب
  • فيلم “المطلوبون الـ18” الذي يحكى قصة تهريب بقرة لتوفير الحليب في بيت ساحور
  • فيلم “من المسافة صفر” الذي مثل فلسطين في جوائز الأوسكار 2025 ويضم 22 شريطًا قصيرًا يوثق يوميات الحرب في غزة

تمثل هذه الأفلام مزيجًا من الواقع التاريخي والاجتماعي، وتجسد مقاومة الفلسطينيين بالعدسة عبر سرد بصري عميق.

الفيلم المخرج الموضوع
عمر هاني أبو أسعد مقاومة الشباب الفلسطيني
خمس كاميرات محطمة عماد برناط توثيق التعذيب والاعتقال
المطلوبون الـ18 غير محدد قصص حياة من بيت ساحور
من المسافة صفر مجموعة مخرجين توثيق الحرب في غزة

تعكس منصة واترملون بلس حالة السينما الفلسطينية التي تعيش في ظل قيود مكانيّة ونفسية ملتصقة بالحواجز وجدران الاحتلال، إذ غالبًا ما تنتهي أفلامها بمشاهد تكرّر نفسها في حلقة من الألم المستمر، ما يعكس حالة الاستعصاء وعدم القدرة على الخروج من دائرة الحصار، وعلى الرغم من هذا الظلام يصر الفلسطينيون على التوثيق ومحاولة إيصال صوتهم بصوت تصويري قوي لا يلين.

منصة واترملون بلس تفتح نافذة حقيقية وصادقة لنضال فلسطيني بصري يرفض الصمت ويؤكد أن السينما هي مرآة لواقع يعاني لكنه لا ينطفئ، ويبقى الصوت الفلسطيني حاضرًا مهما اشتدت العوائق والظروف الصعبة.