«ثبات السوق» استقرار الدولار مع ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الأمريكي قريباً

العملة الأمريكية تواصل التعافي من أدنى مستوى في 3 سنوات وسط توقعات متباينة حول تحركات الفائدة الأمريكية، حيث يلعب الدولار دورًا محوريًا في تحولات السوق العالمية، خاصة مع تراجع أسعار الذهب بفعل نشاط جني الأرباح وتصحيح الأسعار، فيما يترقب المستثمرون صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي ستحدد مستقبل السياسة النقدية وتوازن الأسواق.

العملة الأمريكية تواصل التعافي وتأثيرها على أسعار الذهب

شهدت العملة الأمريكية انتعاشًا ملحوظًا بعد نزولها لأدنى مستوى خلال ثلاث سنوات، حيث يوفر ذلك دعمًا قويًا لمؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، مما أدى إلى ضغط مباشر على أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية التي اقتفت أثر التعافي باختتام جلسة تراجعية بعد أربع أيام من المكاسب المتواصلة، وتعزى تلك التحركات لتدفقات عمليات التصحيح وجني الأرباح التي استهدفت المكاسب السابقة التي حققها الذهب إثر تقارير الوظائف الأمريكية القاتمة، وتعزز السوق من تأثير التعافي الأمريكي قبيل صدور تقرير الوظائف لشهر يونيو قبل عطلة عيد الاستقلال، مما يبقي المعنويات عالية تجاه الدولار.

العملة الأمريكية والتحولات في تحركات الفائدة الأمريكية

يراقب مجلس الاحتياطي الفيدرالي بيانات سوق العمل الأمريكي عن كثب لتحديد خطوات السياسة النقدية القادمة، حيث تشير المؤشرات الأخيرة إلى تراجع الوظائف في يونيو لأول مرة منذ يناير 2022، ما دفع إلى تعديل توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال هذا العام، وزادت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماعات يوليو وسبتمبر وفقًا لأداة “فيد ووتش”، وذلك وسط اهتمام متزايد بتأثير الرسوم الجمركية التي أعادت تشكيل مواعيد التحولات النقدية كما أشار رئيس الاحتياطي “جيروم باول”، فيما يتزايد القلق من انعكاسات تلك الإجراءات على التجارة العالمية خاصة مع اتفاق الولايات المتحدة مع فيتنام الذي يفرض رسومًا جمركية مرتفعة على البضائع العابرة، مما قد يكرر تأثيرًا مشابهًا على مستويات الفائدة.

تقرير الوظائف ودوره في تحديد مسار العملة الأمريكية وأسعار الذهب

تنتظر الأسواق صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي يتضمن بيانات شاملة عن القطاع غير الزراعي، معدل البطالة، ومتوسط الأجر بالساعة، حيث تشير التوقعات إلى إضافة 111 ألف وظيفة جديدة في يونيو مقابل 139 ألف وظيفة في مايو، مع ارتفاع طفيف في معدل البطالة وتراجع بسيط في نمو الأجور، وكل ذلك يعكس حالة الاقتصاد وسط مخاوف من تباطؤ النشاط الاقتصادي، ويساهم التقرير في إعادة تسعير احتمالات تحركات الفائدة الأمريكية، مما يلقى بظلاله على أداء العملة الأمريكية وأسعار الذهب التي ظلت مستقرة مؤخرًا بين مستويات 3320 و3360 دولارًا للأونصة، والعامل الأساسي الآن هو مدى استجابة السوق لتلك البيانات وكيف ستتعامل مع التطورات التجارية المتصلة.

• تراجع الذهب في الأسواق الأوروبية بنسبة 0.45% إلى مستوى 3342.03 دولار للأونصة
• ارتفاع مؤشر الدولار بمقدار 0.15% وتعافي مستمر منذ أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند 96.38 نقطة
• اتفاق تجاري أمريكي فيتنامي يؤثر على توقعات الرسوم الجمركية العالمية
• تعديل توقعات خفض الفائدة الأمريكية مع تغير بيانات الوظائف السلبية
• انخفاض حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust إلى أدنى مستوى منذ يونيو الماضي

تتزايد اهتمام الأسواق بالعملة الأمريكية التي أصبحت محور التوازنات بين الذهب وأسعار الفائدة، فالبيانات القادمة من سوق العمل الأمريكي ستظل العامل الأبرز، وسط ترقب متزايد من المستثمرين لصياغة رؤى واضحة حول تحركات الدولار المستقبلية، في ظل ديناميكيات تجارية متغيرة تفرض جدولًا جديدًا على السياسة النقدية وأداء المعادن الثمينة التي تسعى لاستعادة زخرفتها على وقع تلك المتغيرات الاقتصادية.