«تحركات قوية» حذر في أسواق الذهب وترقب بيانات الوظائف الأمريكية غداً

الكلمة المفتاحية: أسعار الذهب

أسعار الذهب تعيش حالة من الاستقرار خلال تداولات اليوم الخميس بعد موجة صعود استمرت ثلاثة أيام متتالية، ما يعكس تردد المستثمرين وانتظارهم صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكية الرئيسية التي تعد مفتاح فهم توجهات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية العالمية، ويُركز السوق على مؤشرات البيانات لتحديد تحركات الأسعار القادمة.

كيف تؤثر بيانات الوظائف على أسعار الذهب وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي

تشهد أسعار الذهب حركة تأرجحية محدودة بين مستويات 3,320 و3,360 دولارًا للأونصة مع تراجع حجم التداولات، حيث ينتظر المستثمرون الأرقام الرسمية لتقرير الوظائف الأمريكي لفهم طبيعة سوق العمل الحالي ومدى قوته أو ضعفه، ويعتبر مؤشر ADP الخاص بوظائف القطاع الخاص واحدًا من المؤشرات التي أظهرت انخفاضًا بنحو 33 ألف وظيفة خلال يونيو، وهو أول تراجع خلال أكثر من عامين، بسبب مشاعر عدم اليقين الاقتصادي، وهو ما يجعل المستثمرين حذرين قبل تعديل مواقفهم المالية.

يتوقف تأثير تقرير الوظائف على أسعار الذهب بشكل أساسي على اختلاف النتائج عن التوقعات، فقراءة أعلى من التوقعات قد تضغط على الذهب، بينما قراءة أقل منه تعزز مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن، ذلك لأن هذه القراءات تدخل في تقييم البنك الاحتياطي الفيدرالي لوضع الاقتصاد الأمريكي وبالتالي تؤثر على قرارات رفع أو خفض أسعار الفائدة التي ترتبط مباشرة بأسعار الذهب.

دور أسعار الفائدة في تحديد مسار أسعار الذهب الحالية

جاءت تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، التي وصفت بالحذرة والمتحفظة، لتلقي بظلال من الشك والارتباك على توقعات السوق، حيث أشار إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، وهذا مهد الطريق لتسعير مثل هذه الخطوة في سبتمبر، وذلك بعد بيانات التضخم الضعيفة المؤدية إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مما يرفع من احتمالات التيسير النقدي المبكر والدعم القوي لأسعار الذهب.

يُعرف الذهب بارتباطه العكسي مع عوائد السندات الحكومية وأسعار الفائدة، فالخفض يؤدي إلى تقليل عوائد السندات ويخفض جاذبية الدولار، فينتقل المستثمرون بكثافة إلى الذهب باعتباره الملاذ الأمن، وهذا ما يجعل الأسواق تراقب عن كثب أي إشارات جديدة تتعلق بالسياسات النقدية لتحديد اتجاهات أسعار الذهب على المدى القريب.

تأثير الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية على أسعار الذهب

لا تقتصر المؤثرات على أسعار الذهب على العوامل الاقتصادية المباشرة فقط، بل تلعب التطورات السياسية دورًا مهمًا؛ فتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول فرض تعريفة جمركية بنسبة 20% على سلع فيتنام، رغم خفض النسبة عن الوعود السابقة، لم تترك أثرًا كبيرًا على الأسواق، التي تتجه أنظارها إلى اتفاقيات التجارة المعلقة مع شركاء رئيسيين مثل اليابان والهند، حيث شدد ترامب على عدم وجود تمديد لمفاوضات يوليو، لكنه أبقى الأمل قائماً في اتفاق مع الهند.

علاوة على ذلك، تصاعدت التكهنات بخصوص مستقبل جيروم باول في منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي بعدما هدد ترامب باستبداله، في ظل الدعوات لخفض فوري لأسعار الفائدة، مما يثير حالة من الترقب الشديد في الأسواق. كل هذه الأحداث تخلق بيئة متقلبة تؤثر بشكل مباشر على توجهات أسعار الذهب في اللحظات القادمة.

• تقرير الوظائف الأمريكية: المفتاح الأول لفهم تحركات أسعار الذهب
• تصريحات الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات خفض أسعار الفائدة
• تأثير عوائد السندات وانخفاض أسعار الدولار على ارتفاع الذهب
• التهديدات السياسية والتعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق
• دور اتفاقيات التجارة الدولية في استقرار الأسواق المالية

إجمالًا، أسعار الذهب في لحظة انتظار دقيقة وسط تقلبات قد تزداد مع صدور بيانات الوظائف الأمريكية والتطورات السياسية والاقتصادية، ودور باول والتوترات التجارية يُلقيان بظلال واضحة على المشهد العالمي، وهذا يجعل الأسواق أكثر حذرًا في قراراتها المالية هذين اليومين.