«شجاعة استثنائية» بين بغداد وصنعاء هل تتجاوز الدولة السرديات المريضة وتفرض واقعها جديد؟

زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد ليست مجرد حدث بروتوكولي عابر، بل تكشف عن حقيقة أن اليمن يمتلك القرار العربي والقادر على صياغة مواقفه السياسية بحكمة حتى في أصعب الظروف، فزيارة بغداد التي تمثل مركزًا مهمًا ومحفوفًا بالتحديات تدل على رفض اليمن الكامل للميليشيات والانقلابيين، وتُبرز قوة اليمن في معركة استرداد الموقف العربي بعيدًا عن النزاعات الطائفية والتدخلات الخارجية، حيث إن الزيارة تفصيل دقيق في تاريخ اليمن السياسي الحديث ويعكس إرادة واضحة للحفاظ على الوحدة والهوية العربية.

زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد ورسالته الواضحة في مواجهة الميليشيات

زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد جاءت لتُعلن موقف اليمن الرافض للميليشيات والانقلابين بكل وضوح لا لبس فيه؛ فالصعود إلى منبر بغداد يعكس شجاعة واستراتيجية تتخطى مجرد اللحظة السياسية إلى معركة أعمق تتعلق بالسردية العربية وأحقية اليمن في التمسك بوحدته ومصيره بعيدًا عن سطوة الميليشيات، فالقرار بالمشاركة بتمثيل رفيع المستوى كان بمثابة تحدٍ كبير لما ترمز إليه بغداد كعاصمة تأثرت لسنوات بنفوذ إيراني واضح، وهذا التحدي ليس بالنزاع الجغرافي فقط، بل بالحضور الرمزي والدبلوماسي الحقيقي الذي يعطي رسالة واضحة من اليمن للعالم العربي.

أهمية اختيار توقيت زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد في ظل السياق الإقليمي

اختيار توقيت زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد لم يكن صدفة أو مجرد حضور شكلي، بل هو فن مميز في قراءة اللحظات السياسية واغتنام الفرص المناسبة لإيصال رسائل مهمة للعرب، إذ جاءت عندما كانت الأوطان في خطر والرسائل تحتاج للوضوح والجرأة، والحضور بمستوى رفيع يعبر عن تعلق اليمن بهويته العربية الراسخة وتجديده للعلاقات مع الدول العربية التي تحافظ على موقفها تجاه السلام والوحدة، كما أن مغازلة الدول العربية كالسعودية ومصر والإمارات وسوريا في خطاب الرئيس تعطي مؤشرات مهمة على رغبة اليمن بالانخراط مجددًا في السردية الإيجابية والداعمة لقضية العرب بعيدًا عن التجاذبات الطائفية والسياسية.

الخطوات العملية لترجمة زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد إلى واقع على الأرض

الزيارة لم تكن هدفها مجرد إلقاء كلمات على منبر، بل هي دعوة للتحرك الفعلي على الأرض من خلال معركة تحرير صنعاء وصعدة التي أصبحت من أولويات اليمن الأخلاقية والوجودية، ولتقديم نموذج قوي للدولة اليمنية التي ترفض أن تُدار من خارج سيادتها، ومن هنا ظهر دور القيادة اليمنية في تحويل الحضور الرمزي إلى فعل ملموس يدعم حياة اليمنيين مما يعني ضرورة تضافر جهود كل المناطق اليمنية ليصبح التغيير والحرية واقعًا ملموسًا لا مجرد شعارات، فالنقاط التي يجب أن تركز عليها الحكومة والقيادة اليمنية تتمثل في:

  • تعزيز والتحالف مع الدول العربية التي تدعم موقف اليمن
  • العمل على تعزيز الوحدة الوطنية بين المناطق اليمنية كافة
  • تطوير خطط استراتيجية للتحرر العسكري والسياسي من الميليشيات
  • إشراك الشعب اليمني في صنع القرار لضمان شرعية الدولة
  • مقاومة التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة اليمن وسيادته
العنصر التفصيل
الموقع السياسي بغداد كعاصمة لها أبعاد رمزية ونفوذ إيراني
الرسالة اليمنية رفض الميليشيات والتمسك بالموقف العربي المتماسك
التحديات المخاطر البروتوكولية والتداخلات الطائفية
الخطوة القادمة ترجمة الرمزية إلى فعل على الأرض والتحرر العسكري والسياسي

زيارة الرئيس اليمني إلى بغداد أتت بمثابة بيان قوي يستعيد اليمن من خلالها موقعه السياسي والعربي، مؤكداً أن صنعاء ليست مجرد ورقة تفاوضية بل عاصمة مشروع جمهوري لا يقبل التجزئة أو الخضوع، والآن أصبح واجب اليمنيين أن يحولوا هذه الدلالات السياسية إلى خطوات عملية تعيد للدولة مكانتها وتحفظ حقوق الشعب بكل أمانة.