«تطوير مذهل» التعلم الشخصي والذكاء الاصطناعي كيف يُشكّلان مستقبل التعليم في السعودية

التعلم الشخصي يفرض نفسه اليوم كنهج ثوري في التعليم مدفوعاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي صارت أكثر قدرة على فهم كل طالب بما يتناسب مع قدراته واحتياجاته وأساليب تفكيره بحيث لم يعد التعليم مجرد نقل معلومات بل أصبح تجربة تعليمية مخصصة عبر أنظمة ذكية توجه المحتوى وتتابع الأداء وتُعالج النقاط الضعيفة لتعزيز نقاط القوة لدى كل متعلم بشكل مستقل ومتكامل.

كيف يعزز التعلم الشخصي باستخدام الذكاء الاصطناعي تجربة الطالب

لقد تحولت تقنية الذكاء الاصطناعي إلى أداة فعالة تتيح معلماً افتراضياً خاصاً بكل طالب قادر على مواكبة نمط تعلمه الفردي ومساعدته في فهم المادة الدراسية بطريقة تتناسب مع أسلوب تفكيره وهذا يختلف تماماً عن الطرق التقليدية التي كانت تستخدم منهاجاً موحداً لجميع الطلاب مما يحقق فعالية أعلى ويوفر الدعم اللازم بمرونة وذكاء ملحوظ بسبب متابعة الأداء وتقييمه ومعالجة نقاط الضعف خلال العملية التعليمية لتطوير تجربة كل طالب بشكل خاص.

تجدر الإشارة إلى أن منصات عالمية عدة دخلت هذا الميدان لتقدم نماذج ناجحة مثل منصة خان أكاديمي التي طورت أداة «خان ميجو» كمساعد تعليمي ذكي يدعم الطلاب والمعلمين على حد سواء عبر شرح المفاهيم وحل المسائل بطريقة تفاعلية، كما استثمر تطبيق دوولينغو الذكاء الاصطناعي لتخصيص دروس اللغة بحسب المستوى الفردي للمستخدمين وإشراكهم من خلال تدريبات تفاعلية وألعاب تعليمية تهدف لتحسين مهارات التحدث والاستماع، إضافة إلى حلول جامعية مثل مساعد «كلود» من شركة Anthropic الذي يعتمد المنهج السقراطي لتحفيز التفكير النقدي والبحث العلمي بين الطلاب.

التعلم الشخصي ودور وزارة التعليم في دمج الذكاء الاصطناعي

إدراكاً لأهمية التعلم الشخصي الذي يقدم من خلال الذكاء الاصطناعي جعلت وزارة التعليم السعودية هذا التوجه ضمن استراتيجياتها التصحيحية لتحديث منظومة التعليم والتحول بها نحو مستقبل رقمي متطور يشمل المناهج التعليمية وأدوار المعلمين والبنية التحتية الرقمية للمدارس والجامعات ففي هذا الإطار، المعلم لا يختفي لكنه يتحول إلى مرشد وميسر تتركز مسؤولية التقنية على الأدوات الذكية التي تعمل باستمرار على إثراء التجربة التعليمية لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية إلى جانب البرامج والتدريبات التي تهدف لرفع كفاءة المعلمين في التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث توفر الوزارة بيئة ملائمة لانطلاقة التعليم الشخصي الفعلي وفقاً لرؤية 2030 وتهدف إلى إكساب الطالب المهارات التقنية والفكرية المطلوبة في المستقبل القريب لتصبح تجربة التعليم نموذجاً متكاملاً.

من المبادرات المميزة التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع «سدايا» إصدار دليل إرشادي شامل لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي إضافة إلى حملات توعية وتدريب مستمر للمعلمين والطلاب في مجالات تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية، مع اتباع منهجيات تدريب عن بُعد وتدريب حضوري يضمن تعزيز الدمج الناجح لهذه التقنيات ضمن العملية التعليمية.

العناصر الأساسية لتحقيق نجاح منظومة التعلم الشخصي بالذكاء الاصطناعي

لضمان نجاح تطبيق التعلم الشخصي عبر الذكاء الاصطناعي هناك عدة عوامل رئيسية يجب تحقيقها بشكل متكامل ومنها:

• توفير بنية تقنية رقمية متطورة قادرة على دعم أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل مستدام
• تدريب مستمر للكوادر التعليمية لتأهيلهم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الشخصي
• تصميم مناهج مرنة تسمح بتخصيص المحتوى التعليمي وفقاً لأنماط التعلم المختلفة
• تطوير منصات تعليمية تفاعلية تجمع بين المحتوى الجيد والتقنيات الحديثة لتحفيز استيعاب الطالب
• تقييم دقيق وموثوق لأداء الطلاب لتوجيههم بشكل فعال وتعديل البرامج حسب الحاجة

كما توضح الجدول التالي مقارنة بين بعض المنصات التعليمية العالمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التعلم الشخصي:

إن التعلم الشخصي يعكس نقلة نوعية فريدة بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يكسر فكرة التعليم الموحد ويسعى لفرادة كل متعلم هذه الثورة التقنية تتطلب دعم المناهج ورقمنة المدارس والجامعات باستمرار وتدريب المعلمين على أدوات تفاعلية تدعم الطالب في رحلته التعليمية المستقبلية من خلال مزيج حيوي بين قدرة الآلة وحدس الإنسان.