«تغيير استراتيجي» جولة ترامب للخليج تعيد تشكيل الشرق الأوسط بنظام سني جديد وهل تتجاوز إسرائيل وإيران

نتنياهو يواجه عزلة دولية متصاعدة ظهرت بشكل جلي خلال جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دول الخليج التي استمرت أربعة أيام وشملت السعودية وقطر والإمارات، فضلاً عن انتشار صورة لترامب يصافح الرئيس السوري أحمد الشرع الذي اعتبرته إسرائيل قائداً إرهابياً مما يعكس تحوّلاً دراماتيكياً في المشهد السياسي ووساطات سعودية ودعم استثماري وأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

نتنياهو والعزلة الدولية في ظل جولة ترامب الخليجية

جولة ترامب الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات سلطت الضوء على استمرار تهميش إسرائيل في السياسة الإقليمية حيث أبرزت تحالفاً جديداً تقوده الدول السنية متجاوزاً محور المقاومة الذي تتزعمه إيران، وعكس الزخم الكبير في العلاقات الأمريكية الخليجية رسالة واضحة لنتنياهو تشير إلى تغير في الدعم الأمريكي الموجه له، خاصة مع تصاعد الغضب داخل أروقة واشنطن تجاه مواقفه المتشددة وعدم قبوله لوقف إطلاق النار في غزة، مما يظهر بداية صراع سياسي بين التحالفات التقليدية والمصالح الجديدة في الشرق الأوسط.

التوترات الإقليمية ومواقف نتنياهو من غزة وإيران

إدارة ترامب أبدت انزعاجاً متزايداً جراء مواقف نتنياهو المتصلبة التي تشمل رفض وقف إطلاق النار في قطاع غزة ورفضه المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث شدد ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق على أن الإدارة تتبع توجهات أكثر عملية وتجارة في التعامل مع الشرق الأوسط، وهذا جعل مواقف نتنياهو تبدو غير منتجة في الوقت الحالي، بينما تستمر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ملف الرهائن والملف النووي بشكل محدود، وبالرغم من تصريحات تأكيد الصداقة، إلا أن الجلسات المغلقة داخل الإدارة الأمريكية تكشف عن شكوك وتوترات متزايدة.

كيف تؤثر جولة ترامب على مستقبل نتنياهو ودور إسرائيل الإقليمي

بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن في أبريل بهدف دعم هجمات محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، فوجئ بتحول الإدارة الأمريكية نحو الحلول الدبلوماسية وبدء المفاوضات مع طهران مما زاد من حالة الفتور بين الطرفين، كما شهدت الأسابيع التالية تقارباً أمريكياً مع الحوثيين في اليمن والقيادة السورية الجديدة متجاوزاً إسرائيل في تحركاته، وكل ذلك يؤشر إلى ضعف موقف نتنياهو وأهمية إعادة تقييم تحالفات إسرائيل في ظل التحولات الإقليمية الجديدة.

• توجيه رسالة واضحة من واشنطن بضرورة تعديل مواقف نتنياهو السياسية
• تعزيز العلاقات الأمريكية مع دول الخليج العربية وتقوية تحالف الدول السنية
• دفع نتنياهو إلى قبول حلول دبلوماسية تجاه إيران وقضية غزة
• توظيف الوساطات السعودية لدعم الاستقرار الإقليمي وتقوية العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية
• تراجع ثقة الإدارة الأمريكية في الدعم غير المشروط لإسرائيل

تبيّن هذه التطورات أن مرحلة جديدة بدأت في المشهد الإقليمي تتطلب من إسرائيل إعادة النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها خصوصاً أمام تنامي دور الدول السنية والوساطات الخليجية التي تعمل على تقوية التحالفات مع الولايات المتحدة باتجاه حلول سياسية واستقرار مستدام.