«تراجع مفاجئ» عدد المليونيرات في مصر هل يشير إلى تغيرات اقتصادية كبرى؟

تراجع عدد المليونيرات في مصر بنسبة قريبة من الربع خلال آخر 10 سنوات يبرز وفق تقرير الثروة الأفريقية 2024 الصادر عن شركة «هينلي آند بارتنرز» المتخصصة في شؤون الثروة والهجرة الاستثمارية، حيث يعكس هذا الانخفاض واقع تحديات اقتصادية تواجهها البلاد وسط تحولات العملة والأسواق، بينما تستمر إفريقيا في تسجيل نمو ميداني في قطاعات متعددة تعزز رؤى استثمارية مستقبلية قوية.

تراجع عدد المليونيرات في مصر والعوامل المؤثرة

تراجع عدد المليونيرات في مصر بنسبة تقارب الربع بين 2014 و2024، ويُعزى هذا الانخفاض إلى عوامل عدة منها انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي الذي تجاوز 75% خلال السنوات العشر الماضية، وهو ما أثر على صافي الثروات المحلية مقارنةً بالمعايير العالمية، كما أدى ضعف أسواق الأسهم المحلية إلى تآكل حجم الثروات؛ وبالرغم من أن المستثمرين الأفارقة عموماً يوزعون أصولهم بالتساوي بين الأسهم والعقارات والنقد فإن تآكل قيمة العملات وتأثر أسواق العقارات كان له تأثير كبير في تراجع عدد أصحاب الملايين في مصر.

تراجع عدد المليونيرات في مصر مقارنة بأسواق أفريقيا الكبرى

تمتلك أفريقيا حاليًا 135.200 مليونير بحد أدنى ثروة مليون دولار، في حين تضم خمسة أسواق كبرى للثروة تجمّع 56% من أصحاب الملايين في القارة، من بينها مصر التي تحل في المرتبة الثانية بعد جنوب أفريقيا، رغم تراجع عدد المليونيرات فيها بنسبة 22% متفاقمة مع انكماش الواقع الاقتصادي، بينما حققت دول أخرى مثل موريشيوس والمغرب نموًا ملحوظًا تجاوز 30% خلال ذات الفترة؛ يظهر الجدول التالي مقارنة سريعة بين بعض أسواق الثروة الكبرى ومعدلات نمو أعداد المليونيرات:

الدولة عدد المليونيرات 2023 معدل التغير بين 2013-2023
جنوب أفريقيا 37,400 -20%
مصر 15,600 -22%
موريشيوس غير محدد +87%
المغرب غير محدد +35%

تراجع عدد المليونيرات في مصر وتأثيرات المستقبل الاقتصادية

بالرغم من تراجع عدد المليونيرات في مصر خلال العقد الأخير، فإن التوقعات للعقد القادم تتفاوت، حيث من المتوقع أن يشهد القطاع المالي والاستثماري في قارة أفريقيا نموًا بنسبة 65%، خاصة في قطاعات التكنولوجيا المالية، والسياحة البيئية، وتطوير البرمجيات، والتعدين، والتكنولوجيا الخضراء، والإعلام؛ وإليك قائمة بأبرز القطاعات المتوقعة أن تدعم زيادة أعداد أصحاب الملايين في القارة:

  • التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية
  • السياحة البيئية والحفاظ على الطبيعة
  • تعهيد العمليات التجارية وتطوير البرمجيات
  • تعدين المعادن النادرة
  • الإعلام والترفيه وإدارة الثروات

ومع ذلك فإن مصر تواجه تحديات تتعلق باستقرار العملة والأداء الاقتصادي مما يضع سقفًا على النمو المتوقع، في حين أن دولًا أخرى مثل موريشيوس وناميبيا تستفيد من حوكمة مستقرة ونظم ضريبية جاذبة، ومن المرجح أن تشهد هذه الدول ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المليونيرات بنسبة قد تصل إلى 95% خلال العقد القادم، ما يجعل المشهد الاقتصادي الأفريقي متنوعًا ومليئًا بالفرص المتفاوتة.

يبقى تراجع عدد المليونيرات في مصر علامة واضحة على التحديات الاقتصادية الكبرى التي تحيط بإدارة الثروات، لكنها أيضًا دعوة لتبني استراتيجيات مالية واستثمارية تساعد على إعادة بناء الثروات وتعزيز موقع مصر وسط أسواق الثروة الأفريقية المتغيرة بوتيرة غير متجانسة.