«تحوط ذهبي» بنوك العالم المركزية ترفع احتياطياتها إلى 20 طنًا في خطوة غير متوقعة

20 طنًا.. بنوك العالم المركزية تتحوط بالذهب، حيث سجلت البنوك المركزية حول العالم صافي مشتريات من المعدن النفيس خلال مايو 2025، رغم تباطؤ الوتيرة مقارنة بالسنة الماضية، مما يعكس استمرار الاتجاه نحو تعزيز الاحتياطيات، وتبرز كازاخستان وبولندا وتركيا كأبرز الدول المشترية التي تسعى لتثبيت مراكزها المالية وسط تقلبات العملات وأسواق المال العالمية، في ظل توقعات متزايدة بزيادة حيازات الذهب خلال السنوات المقبلة

20 طنًا.. بنوك العالم المركزية تتحوط بالذهب وسط تقلبات السوق العالمية

استمر الذهب في جذب اهتمام البنوك المركزية خلال مايو 2025، حيث بلغ صافي مشتريات الذهب 20 طنًا، مديرًا مسار التحوط العالمي رغم انخفاضه من متوسط 27 طنًا شهريًا في العام السابق؛ إذ أضافت كازاخستان 7 أطنان إلى احتياطياتها لتصل إلى 299 طنًا، فيما عززت بولندا مكانتها بشراء 6 أطنان خلال مايو، وهو ما يرتفع بإجمالي 67 طنًا منذ بداية العام؛ هذا التوجه يعكس رغبة البنوك في تخفيف المخاطر المالية عبر تنويع الأملاك بعيدًا عن الدولار وبقية العملات المعرضة لتقلبات متزايدة

كما واصلت تركيا اهتمامها بشراء الذهب بإضافة 6 أطنان، مؤكدًة على استراتيجيتها لتعزيز أصولها وسط اضطرابات السوق؛ على الجانب الآخر، حافظت الصين والتشيك على نفس الاتجاه بإضافة طن واحد لكلٍ منهما، بينما اشتملت القائمة على دول مثل قرغيزستان وغانا وكمبوديا والفلبين التي أضافت أيضًا أطنانًا بسيطة في ظل خطط لتعزيز الأمان المالي، في مقابل أن سنغافورة كانت أكبر بائع للذهب خلال الفترة بخفض 5 أطنان من احتياطياتها، وتلتها أوزبكستان وألمانيا ببيع طن واحد لكل منهما

مؤشرات 20 طنًا.. بنوك العالم المركزية تتحوط بالذهب تعكس تحولات استراتيجية في الاحتياطات الرسمية

في استطلاع موسع شمل 73 بنكًا مركزيًا، وهو الرقم الأعلى منذ بداية جمع البيانات، أظهر التقرير اهتمامًا متزايدًا بشراء الذهب، إذ أكد 95% من المشاركين رغبتهم في زيادة الاحتياطيات الرسمية خلال العام المقبل، مقارنة بـ81% في 2024، ما يشير إلى توجه عالمي جدي لحيازة الذهب كوسيلة للتحوط

كما أوضح الاستطلاع نية 43% من البنوك في رفع حيازتها من الذهب خلال 2026، وهو أعلى نسبة منذ بدء المسح، مقابل 29% في العام السابق، مع توقع 76% من المشاركين أن يتوسع دور الذهب في الاحتياطيات خلال خمس سنوات قادمة؛ هذا التحول لا يعكس فقط الرغبة في مواجهة التضخم أو مخاطر الدولار، بل يشير إلى تحولات هيكلية متسارعة نحو تنويع الأصول والسعي وراء استقرار أكبر

دوافع 20 طنًا.. بنوك العالم المركزية تتحوط بالذهب ومجريات السوق المالية

يرتبط تحوط البنوك المركزية بالذهب بعوامل عدة، أهمها رهان خفض أسعار الفائدة الأمريكي وتراجع قوة الدولار، حيث يؤثر ذلك بشكل إيجابي على أسعار الذهب ويجعل تحصيله خيارًا جذابًا؛ تعكس هذه التحركات توجهاً محافظاً بين الجهات الرسمية لتأمين أصولها والارتقاء بمستوى المرونة المالية

  • توقعات خفض معدلات الفائدة تزيد الطلب على المعدن الأصفر
  • تراجع الدولار يدعم شراء الذهب كأصل بديل
  • تعزيز مراكز مالية مستقرة وسط تقلبات السوق العالمية
  • تنويع الاحتياطيات لتقليل الاعتماد على العملات الرئيسية

يضاف إلى ذلك الدور المحوري للبنك المركزي في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية من خلال الاحتفاظ بالذهب، والذي يظهر كملاذ آمن يمكن أن يحافظ على قيمة الأصول في أوقات عدم اليقين

الدولة صافي مشتريات الذهب (طن) إجمالي الاحتياطي بعد الشراء (طن)
كازاخستان 7 299
بولندا 6 67
تركيا 6
الصين 2 (طنين)
التشيك 2 (طنين)
سنغافورة (بائعة) -5
أوزبكستان (بائعة) -1
ألمانيا (بائعة) -1

من الواضح أن 20 طنًا.. بنوك العالم المركزية تتحوط بالذهب ليست مجرد رقم عابر بل تعكس موجة جديدة من الاستراتيجيات المالية التي تتعامل مع الذهب كأصل مركزي في عصر يتسم بالتغير والتقلب. مع هذه الديناميكية تتجلى أهمية فهم الأسباب والاستراتيجيات التي تقف وراء هذا التوجه لتبني رؤية أوسع حول تحولات مالية عالمية عميقة.