«توضيح مهم» حكم جواز الحاج توكيل شخص آخر ينوب عنه في السعي والطواف

توكيل الحاج في الطواف والسعي من المواضيع التي تثير تساؤلات كثيرة بين المسلمين، وتعد فريضة الحج من أهم أركان الإسلام التي فرضها الله تعالى مرة واحدة على كل مسلم بالغ وعاقل إذا توفرت له القدرة؛ أما إذا لم يستطع فلا إثم عليه، وأشارت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى تفاصيل حكم التوكيل في الحج، وخاصة بشأن الطواف والسعي الذي يعتبران من الأركان الأساسية في الحج، كما بينت الشروط والضوابط المتعلقة بهذا الأمر.

توكيل الحاج وأحكامه المختلفة في أداء مناسك الحج

توكيل الحاج له صور متعددة على حسب الحالة التي يكون فيها؛ أولها توكيل شخص آخر لأداء مناسك الحج كاملة عن موكل حي أو متوفى، مع اشتراط بعض الشروط في الحالة الأولى، مثل أن يكون الموكل قد أدى الفريضة لنفسه مسبقًا، وأن يكون عاجزًا عن أداء المناسك بسبب مرض أو عجز دائم أو غير ذلك، ويجب أن يكون التوكيل بإذن واضح ومسبق، أما إذا كان الموكل حيًا ولكنه لا يستطيع إتمام المناسك بسبب ظروف صحية أو غيرها، فيجوز له التوكيل، لكن بشرط إقامة النيابة بإرادة واضحة وحقيقية، ليتأكد من صحة أداء الفريضة.

أما الصورة الثانية لتوكيل الحاج فهي تتعلق بتوكيل أداء بعض مناسك الحج فقط وليس كلها، كأن يرمي شخص آخر الجمرات نيابة عن الموكل عندما يصعب عليه الاستمرار في ذلك بعد قيامه برمي جمرة العقبة الأولى بنفسه، ويشترط في ذلك أن يؤدي الموكل المناسك التي يستطيعها لنفسه أولًا قبل أن يفوض غيره.

هل يجوز توكيل شخص في الطواف والسعي أثناء الحج؟

أجابت أمينة الفتوى بأن الطواف والسعي هما ركنان أساسيان في الحج لا يصح الحج بدونهما، ولا يجوز توكيل شخص آخر ليؤدي الطواف والسعي بدلاً من الحاج طالما قدر هو على أدائهما بنفسه، ويجب بذل الجهد والقيام بهما ما استطعنا، وإن حاول الحاج لكنه واجه صعوبة أو مرضًا يعجزه عن إكمال الطواف، يجوز له أن يأخذ استراحة بين الأشواط أو يطلب مساعدة من شخص آخر، مثل حمله أو تقديم يد العون له، خاصةً إذا كان عاجزًا تمامًا كالمحتاج لكراسٍ متحركة، ففي هذه الحالة يمكن توكيل شخص يقوم بالطواف نيابة عنه بسبب المشقة الشديدة.

هذا التوضيح يبرز مدى حرص الشريعة على عدم تكليف العبد فوق طاقته، مع ضرورة أداء الأركان الأساسية للحج بنفسه إن كان قادرًا، وينصح بأخذ كافة التسهيلات الشرعية المسموح بها لتحقيق هذا الهدف.

شروط وأحكام توكيل الحاج في بعض مناسك الحج

توكيل الحاج في الحج يخضع لشروط وضوابط محددة لحفظ صحة الفريضة، ويمكن تلخيص أهمها في القائمة التالية:

• أن يكون التوكيل مكتوبًا أو معلنًا بإذن صريح وواضح من الموكل
• أن يكون الموكل قد أدى الحج لنفسه في حالة التوكيل الكامل لما تبقى من المناسك
• الأخذ بنية الإعانة أو التخفيف عند تعذر أداء بعض المناسك
• احترام أن الطواف والسعي لا يجوز توكيلهما إلا في حالات العجز الشديد والمبرر
• التأكيد على أداء المناسك الأساسية من قبل الحاج بنفسه ما استطاع لذلك سبيلاً

وهذه الشروط مهمة لتفادي الوقوع في أخطاء قد تبطل الحج أو تجعل صلاته غير صحيحة، كما تحافظ على قدسية ومقاصد الفريضة.

بهذه المعلومات يتضح كيف توازن الشريعة بين أهمية أداء مناسك الحج شخصيًا وبين التيسير للمحتاجين، مع احترام شروط التوكيل التي تحددها الفتاوى الموثوقة.

في النهاية، توكيل الحاج في الطواف والسعي جائز فقط عند العجز الشديد، ويجب بذل الجهد في أدائهما، أما توكيل بعض المناسك أو الحج كاملًا فيعتمد على قدرة الموكل وظروفه، ويجب الالتزام بالشروط الشرعية لتعزيز صحة الفريضة ومقامها العظيم.