«زيادة ربحية» الذهب يواصل الصعود بسبب هبوط الدولار الأمريكي وتأثيره على السوق

العملة الأمريكية تحت ضغط عمليات البيع المفتوحة، وهذا الأمر انعكس شرقًا مع ارتفاع اليورو في السوق الأوروبية ليصل فوق حاجز 1.17 دولارًا لأول مرة منذ 2021، مدفوعًا بطلب متزايد على العملة الموحدة كبديل قوي للدولار الأمريكي، وسط قلق متجدد حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد هجمات سياسية على جيروم باول من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حين ينتظر السوق بيانات التضخم الأوروبية حاسمة لتقييم اتجاه أسعار الفائدة الأوروبية القادمة.

العملة الأمريكية تحت ضغط عمليات البيع المفتوحة وتأثيرها على اليورو

شهدت العملة الأمريكية ضغوطًا متزايدة ناجمة عن عمليات بيع مفتوحة طويلة الأمد، ما ساهم في تراجع قيمتها أمام سلة من العملات العالمية، لاسيما مقابل اليورو الذي أظهر مكاسب قوية لليوم التاسع على التوالي لينجح في تجاوز مستوى 1.17 دولارًا لأول مرة منذ 2021، وسط حالة من عدم اليقين محيطين بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والحالة السياسية في الولايات المتحدة التي يدخلها ترامب عبر انتقاداته المستمرة لرئيس لجنة الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما أدى إلى إضعاف ثقة السوق بالدولار؛ هذا السياق جعل من اليورو خيارًا جذابًا لكثير من المستثمرين الباحثين عن استقرار مالي أفضل.

أما بالنسبة لأداء اليورو، فقد بدأ الأسبوع بقوة حيث ارتفع بنسبة 0.5%، ليصل بذلك إلى ثامن مكسب يومي متتالي، وهو ما يمثل أطول سلسلة مكاسب لليورو في العام الحالي 2025، ويعكس تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، أما ارتفاع شهر يونيو فبلغ 3.9% مدعومًا بتحفيز مالي مكثف في ألمانيا وتراجع فرص خفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، الذي شهد مؤخرًا تحولات واضحة في توقعات السوق.

دور بيانات التضخم الأوروبية في تحديد اتجاه الفائدة وأثرها على العملة الأمريكية تحت ضغط عمليات البيع المفتوحة

يركز المستثمرون على بيانات التضخم الرئيسية الأوروبية لشهر يونيو التي ستصدر لاحقًا، والتي ستلعب دورًا حاسمًا في إعادة تسعير احتمالات تخفيض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في يوليو، إذ من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي إلى 2.0% من 1.9% في مايو، بينما يُتوقع أن يبقى الرقم الأساسي ثابتًا عند 2.3%، وتعكس هذه الأرقام مدى الضغط التضخمي الحالي الذي يواجه صانعي السياسات النقدية.

الوضع الحالي أظهر تغيرات في موقف البنك المركزي الأوروبي الذي أشار إلى قرب نهاية دورة التخفيف النقدي، في حين ذكر أن أغلب أعضاء البنك يفضلون إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل، مع مناشدة البعض لفترة توقف حتى استقرار الظروف، وكل ذلك دفع أسواق المال إلى خفض توقعاتها لخفض الفائدة من 30 نقطة أساس إلى حوالي 25 نقطة، مما يعد مؤشرًا يخفف من احتمالات تقليل الفائدة الأوروبية، وهذا بدوره يعزز من أداء اليورو مقارنة بالدولار الأمريكي الذي يعاني تحت ضغط البيع المفتوح.

العملة الأمريكية تحت ضغط عمليات البيع المفتوحة: العوامل السياسية والاقتصادية وتأثيرها المستقبلي

بالإضافة إلى الضغوط السوقية، لعبت الأوضاع السياسية داخل الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في ضعف العملة الأمريكية، حيث أثار مشروع قانون الإنفاق المقترح من الرئيس ترامب قلق المستثمرين حول الاستقرار المالي، وسط معاناة معنويات السوق من استمرار حالة عدم اليقين في الصفقات التجارية والاقتصادية، الأمر الذي سرّع من وتيرة تيسير السياسة النقدية المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي رغم الضغوط المتزايدة على جيروم باول.

وتظهر قائمة أسعار الفائدة التي أرسلها ترامب إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي، المقارنة بين أسعار الفائدة العالمية لتُبرز ضرورة خفض سعر الفائدة الأمريكي إلى مستويات تتراوح بين 0.5% و1.75%، مع ذلك يبقى معظم المستثمرين يترقبون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي يوم الخميس كأحد المؤشرات المهمة التي قد تؤثر على توجهات الفيدرالي في الأسابيع القادمة.

• ارتداد قوي لليورو فوق حاجز 1.17 دولار بعد تسع مكاسب متتالية
• انخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى خلال 3 سنوات عند 96.61 نقطة
• تراجع احتمالات خفض الفائدة الأوروبية في يوليو نتيجة بيانات التضخم
• تزايد الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من الرئيس ترامب
• ترقب تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي وتأثيره على سوق العملات

الأحداث الحالية تؤكد أن العملة الأمريكية تحت ضغط عمليات البيع المفتوحة ينعكس على الأسواق بصورة متسارعة، فالطلب على اليورو والعوامل المرتبطة بالسياسة النقدية الأوروبية أصبحت محط تركيز كبير، بينما لا تزال السياسة النقدية الأمريكية تواجه تحديات داخلية وخارجية تجعل من حركة الدولار مستقبلًا محل ترقب مستمر، مع صعود واضح ومستدام لليورو إذا استمرت هذه العوامل بنفس الاتجاه.