«ارتفاع ملحوظ» درجات حرارة أعلى من المعلنة بسبب الرطوبة وتأثيرها على التعرق في مصر

لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة من قبل هيئة الأرصاد الجوية؟ يعد هذا التساؤل شائعًا خاصة في فصل الصيف الذي يتميز بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وقد أكد خبراء الأرصاد أن الاختلاف بين درجات الحرارة المعلنة والمرصودة في الواقع يرجع لأسباب متعددة ترتبط بظروف الجو ونسبة الرطوبة وسرعة الرياح ومدى تعرض الإنسان لأشعة الشمس، الأمر الذي يجعل الإحساس بالحرارة أكبر من المعلن عليه رسميًا.

لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة: الأسباب الحقيقية

يوضح الدكتور محمود شاهين، مدير عام إدارة التنبؤات الجوية والإنذار المبكر، أن درجة الحرارة المعلنة تعتمد على قياس حرارة الهواء الساكن في الظل وعلى ارتفاع معين يبلغ حوالي مترين عن سطح الأرض، ويتم الالتزام بمعايير وضوابط محددة وفقًا لمنظمة الأرصاد العالمية، ولهذا فإن درجة الحرارة المحسوسة تختلف بسبب تعرض الإنسان المباشر لأشعة الشمس أو عوامل أخرى جوية مثل الرياح والرطوبة. الرطوبة العالية تقلل من قدرة الجسم على التعرق، مما يزيد من الشعور بالحرارة الحقيقية، وتظهر هذه الفروق بوضوح خلال الصيف؛ نظرًا لتأثير امتداد منخفض الهند الموسمي الذي يرفع نسبة الرطوبة ويضيف إحساسًا مغايرًا على درجات الحرارة، مما دفع الهيئة إلى إدخال مؤشر الحرارة المحسوسة ضمن تقاريرها اليومية.

تأثير نسب الرطوبة على لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة في مناطق مصر المختلفة

يتحدث الدكتور محمود شاهين عن متوسطات نسب الرطوبة الحالية في مصر والتي تلعب دورًا كبيرًا في اختلاف الشعور بحرارة الجو؛ حيث تختلف المعدلات بين المناطق الآتية:

توضح هذه النسب أن الأماكن الساحلية والسهلية تشهد رطوبة عالية، وهو ما يزيد من درجة الحرارة المحسوسة، بينما تقل الرطوبة تدريجياً كلما اتجهنا نحو جنوب البلاد، ما يجعل الإحساس بالحرارة أقل مقارنة بالمناطق الساحلية.

دور منخفض الهند الموسمي في تفسير لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة

تشرح الدكتورة منار غانم من الهيئة العامة للأرصاد أن امتداد منخفض الهند الموسمي يحضر كتل هوائية حارة تحمل بخارًا رطبًا من منطقة البحر المتوسط، وبذلك تعمل على رفع نسبة الرطوبة والحرارة المحسوسة في مصر، خاصة خلال الليالي الهادئة التي يقل فيها نشاط الرياح، حيث تصل نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية إلى أكثر من 95% وتقل تدريجياً في المناطق الداخلية، ما ينتج عنه شعور بارتفاع درجات الحرارة بمقدار يتراوح ما بين درجتين إلى أربع درجات فوق القيمة المعلنة، وبالأخص في ساعات الليل التي ترتفع فيها الرطوبة مقارنة بالنهار.

• التواجد في أماكن جيدة التهوية لتقليل الإحساس بالرطوبة
• تجنب الأماكن المغلقة التي تسبب تراكم الحرارة والرطوبة
• الإكثار من شرب الماء والسوائل المرطبة لتعويض فقد السوائل
• ارتداء ملابس خفيفة تسمح بمرور الهواء ويساعد على التبخر
• الحد من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة

هذه النصائح تساعد في التقليل من أثر الرطوبة المرتفعة التي تزيد من الإحساس بالحرارة، خاصة خلال هذه الفترة التي تضربها التيارات الموسمية ذات التأثير الواضح.

كل هذه العوامل تساهم في تفسير لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة، حيث لا تعتمد الأرصاد فقط على درجة حرارة الظل بل هناك تأثيرات جوية أخرى تمنح شعورًا مختلفًا للحرارة الفعلية، ومن المهم اتباع الإرشادات للتكيف مع هذه الظروف.