شوف الحكاية: الأزهر منارة الوسطية ودار الإفتاء شريكه في نشر الوعي

القيم الإنسانية في الإسلام: بين العالمية والثبات

تعد القيم الإنسانية في الإسلام ركناً أساسياً ومضيئاً يعكس عظمة الرسالة التي جاء بها النبي محمد ﷺ لتكون هادياً للبشرية جمعاء. وقد أشار الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، خلال مؤتمر “المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك” بأبوظبي، إلى أن هذه القيم تمثل نمطاً فريداً من الإعجاز الأخلاقي والروحي، حيث جاءت في حقبة تعاني اضطرابات أخلاقية وإنسانية عميقة لتؤسس لنظام عالمي يقوم على التسامح والمساواة والعدل؛ مما ساهم في بناء حضارة إنسانية عالمية راقية.

القيم الإنسانية في الإسلام: دعائم بناء المجتمع المتماسك

ركز الإسلام على تأسيس منظومة قيم تحقق الكرامة للبشر، بمختلف أديانهم وألوانهم، مستشهداً بقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. كما شَدَّد الإسلام على التعارف والتواصل الإيجابي بين الشعوب، ودعا إلى احترام حرية المعتقد من خلال قاعدة {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وبيّن مفتي الجمهورية أن هذه المبادئ تعزز أسس العدل والإحسان والمساواة، مما يصنع مجتمعات متزنة ومتسامحة قادرة على مواجهة تحديات العصر بفاعلية. علاوة على ذلك، تمثل وثيقة المدينة المنورة نموذجاً عملياً للتعايش السلمي، حيث نظمت العلاقة بين المسلمين وغيرهم على أساس المواطنة المشتركة واحترام الحقوق المتبادلة.

التطرف والتحديات الفكرية: خطر على الهوية الوطنية

وأوضح المفتي أن الجماعات المتطرفة أضرّت بهوية الأمة وساهمت في زعزعة الاستقرار بسبب التفسيرات المغلوطة للنصوص الشرعية وسوء الفهم. وحذّر من خطر الانبهار الزائد بالنموذج الغربي أو التغريب الثقافي، الذي قد يؤدي إلى محو الهوية الذاتية للأفراد والشعوب، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على التوازن بين التمسك بالثوابت والانفتاح الواعي. كما دعا إلى تعزيز قيم المواطنة والانتماء وتحصين المجتمعات من ثقافة العولمة التي تهدد الاستقرار الفكري.

الأزهر ودار الإفتاء: منارة الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف

يمثل الأزهر الشريف منارةَ الاعتدال، حيث يضطلع بدورٍ عظيم في نشر قيم التسامح وتفنيد الفكر المتطرف، وهو ما أكده الدكتور نظير عياد خلال حديثه عن دور الأزهر بقيادة الإمام الأكبر أحمد الطيب. كما تقوم دار الإفتاء المصرية على النهج نفسه، حيث تُصدر الفتاوى المستنيرة وتعمل على تعزيز الوعي الديني ومواجهة التشدد؛ مما يسهم في ضمان الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي. وقد أبدى المفتي امتنانه لجامعة محمد بن زايد على تنظيم المؤتمر، الذي يهدف إلى نشر الحوار الإيجابي وترسيخ قيم العيش المشترك.

القيم الإسلامية أهميتها
التسامح تعزيز السلم المجتمعي
العدل ضمان الاستقرار والإنصاف
حرية العقيدة تعميق روح المساواة