«تغيرات مفاجئة» سقوط الأسد كيف أصبحت دمشق تحت حكم الشرع بعد 5 أشهر؟

دمشق هي أقدم مدينة مأهولة في العالم تعرف كيف تحفظ ماضيها العريق بينما تتأقلم بحيوية مع حاضرها المتقلب، فسحر التاريخ يُنادي في كل زاوية وأزقة المدينة العتيقة حيث الأسواق القديمة والمباني التاريخية، نزور معًا أهم معالمها من المسجد الأموي إلى متحف حرب تشرين، ونلتقط نبض الحياة الاجتماعية التي تجعل من دمشق مدينة لا تموت أبدا

السوق الدمشقي.. دمشق والنبض الحي في قلب الأسواق العريقة

في قلب دمشق ينبض سوق الحميدية الذي يُعد من أعرق الأسواق في الشرق، حيث القبب المعدنية تحيط بأروقة يعج صداها بأصوات الباعة والمشترين، وعبارة “دخيل ترابك سوريا” تزين الجدران وكأنها نبض الزائرين والحاضرين في آنٍ واحد، كان هذا السوق قبل سنوات نقطة جذب للتجار من أوروبا وآسيا الباحثين عن أقمشة فاخرة ومنتجات حرفية دمشقية فريدة

رغم سنوات الحرب، يشهد السوق اليوم عودة هادئة للحياة التي تظهر في انتشار بسطات الطعام المختصة بالسناكس الدمشقية وقهوة الصباح برائحة المناقيش الطازجة، مشهد ينبض بمرونة أهل المدينة وشغفهم الدائم للاستمرار مهما تعثرت الظروف

المسجد الأموي.. دمشق وحكاية تحفة تعانق الزمن

يقف المسجد الأموي شامخًا في قلب دمشق القديمة شاهداً على تقلبات الزمن، من معبد روماني تحول لكنيسة بيزنطية ليصبح صرحًا اسلاميًا شامخًا في العهد الأموي حيث يلتقي التاريخ قبل عقود بحاضر المدينة المتجدد، الأسقف والقباب توثق تاريخًا معماريًا فريدًا، وزخارف الفسيفساء تروي قصصًا عتيقة تشد انتباه الزائرين

في رحابه يختلط صوت الدعاء بأصوات الباحثين عن السلام والسكينة، حول مقام النبي يحيى عليه السلام، تظل دمشق محتفظة بروحها الفريدة التي تجذب القلوب من كل مكان

دمشق بين متحف حرب تشرين والأسطورة الحية

على منحدرات قاسيون، يرتفع متحف حرب تشرين ليجسد فصلًا مهمًا من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تنتشر الدبابات التي تعود إلى الجيش السوري وبعضها غنائم توحي بقصص البطولة، المشهد الخارجي صامت لكنه يروي حكاية صاخبة عن تاريخ مضى

داخل المتحف تُعرض لوحات جدارية وفنية مستوحاة من مدارس الاشتراكية والفن الدعائي، خصوصًا الأسلوب الكوري الشمالي، حيث الشعرات الضخمة والتماثيل تشكل سردًا سياسيًا يعكس رؤية رسمية للحرب أكثر من كونها توثيقًا محايدًا، ما يمنح الزوار فرصة لاستكشاف منظور مختلف للصراع

دمشق في حكايات السوق.. قصص تنبض بروح المدينة

في الأسواق الدمشقية تتلاقى الحكايات كما تتلاقى الألوان والروائح، أبو خالد صانع القهوة الذي قضى أكثر من ربع قرن خلف إبريقه النحاسي يشاركنا قصص الزبائن التي تتجدد مع كل فنجان، وأبو محمود تحدث عن فراق شقيقه الذي لم يره منذ 12 عامًا وسط الشتات السوري، يعكس هذا المشهد الاجتماعي تعدد اللهجات والوجوه بين العائدين والنازحين، وهو دليل حي على تراكم تجربتهم وتعقيد الواقع الراهن

• سوق الحميدية رمز تاريخي وتواصل اجتماعي
• المسجد الأموي مركز روحي ومعماري فريد
• متحف حرب تشرين يعكس سردًا سياسيًا للصراع
• قصص الناس تعكس روح دمشق الحية

دمشق مدينة لا تفقد نبضها، تسير بين خطوات التاريخ وتنفس الحاضر، إنها حكاية مستمرة لا تنتهي هنا يسكن الصمود والتجدد، وتستمر الحياة بكل قصصها الملونة عبر الأزمنة والأجيال