«موجة غير متوقعة» أمطار صيفية في مصر منذ 30 عامًا تعرف على الأسباب الحقيقية

أمطار صيفية غزيرة شهدتها مصر مؤخراً في ظاهرة نادرة لم تحدث منذ نحو ثلاثين عاماً، هذه الأمطار المفاجئة جاءت في ذروة الصيف وسط ارتفاع في درجات الحرارة ونسب الرطوبة، ما أثار اهتمام ودهشة الكثيرين الذين تساءلوا عن أسباب هذه الأمطار وتأثيرها على المناخ المحلي وتوزيعها الجغرافي في محافظات عديدة بالعاصمة وشمال البلاد، مما يضع تساؤلات جديدة حول الطقس والمناخ في مصر.

الأمطار الصيفية ومفهوم منخفض الهند الموسمي وأثره في مصر

أوضح خبراء الأرصاد أن الأمطار الصيفية الغزيرة التي هطلت كانت نتيجة وجود منخفض الهند الموسمي في طبقات الجو العليا، وهو منخفض جوي يشهد زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة ويسبب تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة، ما أدى إلى هطول الأمطار في القاهرة ومحافظات الوجه البحري ومدن القناة كذلك؛ الظاهرة جاءت غير معتادة لكن يمكن تفسيرها بفعل هذا المنخفض الذي يؤثر على الأوضاع الجوية ويشكل عوامل مناسبة لهطول الأمطار رغم حرارة الصيف المرتفعة.

تغيرات مناخية واقعية تدفع لتكرار الأمطار الصيفية في محافظات شمال مصر

أصبح من الواضح أن الأمطار الصيفية التي كانت تقتصر سابقا على محافظات الصعيد نتيجة الحزام المطري المداري، بدأت تتغير وتقع في محافظات شمال البلاد والقاهرة بسبب التغيرات المناخية التي أصبحت واقعا مؤثرا بشكل مستمر؛ هذا التحول يجعل ظاهرة الأمطار الغزيرة في منتصف الصيف تطال مناطق جديدة، ويُتوقع أن يعاود منخفض الهند الموسمي الظهور مستقبلاً، محدثا تغييرات قد تزداد تطورا على توزيع الأمطار ودرجات الحرارة؛ أما الموقع الجغرافي لمصر فيغلب عليه الاستقرار صيفاً عدا جنوب الصعيد الذي يشهد مطراً أحياناً، لكن التغيرات المناخية تبدو وكأنها تلعب دوراً في تجاهل هذا النمط التقليدي.

قراءات درجات الحرارة وفرص سقوط الأمطار الصيفية اليوم

تشير الصور الفضائية إلى استمرار تلاقي السحب الركامية المنخفضة والمتوسطة في مناطق مختلفة منها المنوفية ومدن القناة، مما يحفز على سقوط أمطار متفاوتة الشدة، مع نشاط الرياح التي قد تثير الرمال والأتربة، هذا إلى جانب طقس حار ورطب خلال النهار على معظم المحافظات مع بعض الظواهر الجوية المتمثلة في الشبورة المائية وفرص ضعيفة لسقوط الأمطار في السواحل الشمالية، وإليك درجات الحرارة المتوقعة اليوم:

• ينتظر استمرار الأمطار الصيفية في مناطق الوجه البحري ومدن القناة خلال الأيام القادمة
• زيادة الرطوبة مصاحبة للحرارة تعزز من تكوين السحب الركامية
• تغيرات مناخية تؤثر على توزيع الأمطار وتوسع مناطق هطولها
• نشاط الرياح يلعب دوراً في إثارة الرمال والأتربة مع سقوط الأمطار

الأمطار الصيفية الغزيرة وأحداث منخفض الهند الموسمي تشير إلى بداية مشهد جديد في مناخ مصر، مع احتمالية تكرار هذه الظواهر في مواسم قادمة تكون فيها الحرارة والرطوبة متزامنة، وهو ما يعني تحديات جديدة أمام التنبؤات المناخية ومواجهة تغيرات قد تؤثر على الحياة اليومية والزراعة والبيئة بشكل عام