«تغيير مهم» مقترح تمديد استراحة مباراة كرة القدم إلى 20 دقيقة وأثره على الأداء

الكلمة المفتاحية: كأس العالم 2026

كأس العالم 2026 يواجه تحديات كبيرة مع ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى التفكير جدّيًا في تغيير توقيت نهائي البطولة إلى الساعة التاسعة صباحًا، حفاظًا على سلامة اللاعبين والحكام والمتفرجين، وسط ظروف مناخية قاسية لم تشهدها الولايات المتحدة سابقًا خلال استضافة أحداث رياضية كبرى.

تحديات كأس العالم 2026 المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة وكيفية التعامل معها

تُظهر بيانات درجات الحرارة في المدن الأمريكية التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2026 أرقامًا قياسية؛ فقد وصلت في نيويورك إلى 39 مئوية، في رقم غير مسبوق، وهذا ما يهدد سلامة اللاعبين والجماهير بلا شك، حيث ستقام 8 مباريات من بينها النهائي على ملعب ميتلايف في المدينة نفسها، مما يضع فيفا أمام موقف صعب يتطلب حلولًا فورية. ويشير مايك تيبتون، أستاذ جامعة بورتسموث، إلى أن اللاعبين يعانون حاليًا من ظروف قاسية أثناء مباريات كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، مما ينعكس سلبًا على الأداء العام للبطولة، وقد يتسبب في تعطيل مواعيد المباريات بسبب الإرهاق الحراري والتداعيات الصحية المرافقة له.

كما أن توقيت المباريات، المعلن عنها بشكل غير رسمي وفق مصادر “بي بي سي”، يتضمن أربع فترات: 12 ظهرًا، 3 عصرًا، 6 مساءً، و9 مساءً؛ وهذه التوزيعات تأتي لموازنة مصالح البث، المعلنين، والرعاة، لكنه يصل في كثير من الأحيان إلى أوقات حرارة عالية جدًا، مما يزيد من المخاطر الصحية المشار إليها.

دور فيفبرو ونصائحه لحماية اللاعبين في كأس العالم 2026

الاتحاد العالمي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) وصف مهرجان كأس العالم للأندية بأنه “نداء استيقاظ” لتنبيه المسئولين إلى خطورة الأجواء الحارة، حيث طالب فينسنت جوتبارج، المدير الطبي للاتحاد، بتمديد فترات الراحة بين الشوطين إلى 20 دقيقة في الظروف الحارقة؛ ويرى فيفبرو ضرورة تطبيق فترات راحة بالفعل عند تجاوز حرارة الطقس 28 درجة مئوية، مع تأجيل المباراة إذا تخطت الحرارة 32 درجة مئوية، وهذا يعزز من سلامة كل من اللاعبين، الحكام، وحتى المتفرجين. بينما يقدم فيفا إرشادات أقل تشددًا بفرض استراحة واحدة عند تخطي 32 درجة مئوية، ما يخلق خلافًا بين الجهات المنظمة.

وفيما يلي أهم توصيات فيفبرو المتعلقة بالحرارة في كأس العالم 2026:

• تمديد فترة الراحة بين الشوطين إلى 20 دقيقة عند درجات حرارة مرتفعة
• إلغاء أو تأجيل المباريات عند تجاوز 32 درجة مئوية حرجة
• إجراء المباريات في أوقات صباحية أو مسائية لتجنب ذروة الحرارة
• توفير رعاية طبية متقدمة لمواجهة حالات الإجهاد الحراري

مخاطر الحر وتأثيرها على إقامة مباريات كأس العالم 2026

من المتوقع أن تصل درجة الحرارة في 14 من أصل 16 ملعبًا مستضيفًا لمباريات كأس العالم 2026 إلى مستويات خطرة؛ مع عدم توفر ملاعب مكيفة أو مغطاة يزيد من احتمالية الإرهاق الحراري والإجهاد بين اللاعبين، الحكام، وحتى الجماهير. وعلى سبيل المثال، تعتبر ملاعب كانساس سيتي، ميامي، مونتيري، هيوستن، دالاس، وأتلانتا مناطق عالية الخطورة، بينما فقط ملعب سان فرانسيسكو وفانكوفر تم تصنيفهما باعتبارهما منخفضي الخطورة، كما يؤكد فيفبرو أنه لا يملك السلطة لإجبار فيفا على جدولة المباريات في أوقات معينة ولكنه يمارس ضغطًا غير رسمي لحماية سلامة الجميع.

مدرب تشيلسي، إنزو ماريسكا، وصف جولات التدريب تحت هذه الظروف برفض تام، كاشفًا عن صعوبة التدريب في أماكن مثل فيلادلفيا حيث وصلت الحرارة إلى 37 درجة مئوية مع رطوبة نسبتها 45%، ما يجعل الحرارة تبدو كما لو كانت 45 درجة مئوية حارقة، وهذه البيئة غير ملائمة لأي رياضة تنافسية عالية المستوى؛ وتجسد الحالة التي واجهها فريق بروسيا دورتموند في سينسيناتي عندما شبه نيكو كوفاتش الأجواء بأنها “ساونا” صعبة التنفس والتحمل.

ولأن التأجيل والتعطيل في كأس العالم له أبعاد تجارية كبيرة، يجب التنسيق بحكمة بين القائمين على البطولة ورعاة البث، خاصة وأن التأجيل سبق أن حدث في 6 مبارايات من كأس العالم للأندية منها بنفيكا وتشيلسي الذي تأجل لساعتين، مما يطرح علامات استفهام حول مدى ملاءمة الولايات المتحدة لاستضافة الفعاليات الكبيرة في ظل التحديات المناخية.

بالإضافة إلى الحرارة، تواجه البطولة مخاطر أخرى متمثلة في العواصف والطقس السيء الذي قد يؤدي إلى تأجيل المباريات، وهي عوامل توجب إعادة تقييم الجدول الزمني ومواقع إقامة المباريات، مع الاستفادة من خبرات البطولات السابقة. وتجدر الإشارة إلى أن التكنولوجيا الحديثة وتقدم التنبؤات الجوية ساعدت في الحفاظ على انتظام مباريات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة رغم حرارتها، ولكن حجم التحدي يتزايد مع التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.

يبقى القرار النهائي بيد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، الذي عليه أن يوازن بين متطلبات البث التجاري ورفاهية اللاعبين والمشجعين، فالتجربة القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنظمين على التكيف مع التحديات المناخية المعاصرة.