كارثة مأساوية: مقتل 28 صحفي سوداني منذ بداية الحرب الدامية

تعتبر الحرب في السودان واحدة من أكثر الأوضاع المأساوية التي أثرت على كافة فئات المجتمع، وفي مقدمتها الصحفيون الذين دفعوا ثمناً باهظاً لتمسكهم بأداء دورهم في تغطية الأحداث ونقل الحقائق للعالم. منذ اندلاع القتال في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023 وحتى الآن، شهدت الساحة السودانية تصاعداً كبيراً في حجم الانتهاكات والمخاطر التي طالت رجال الإعلام، وسُجّل مقتل 28 صحفياً نتيجة العنف الدامي.

ارتفاع عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في الحرب السودانية

كشف نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس، أن الصحفيين والصحفيات كانوا ضحايا مباشرين للعنف، حيث قُتل 8 منهم أثناء أداء عملهم في تغطية النزاع الدائر؛ بينما لقي الآخرون حتفهم في منازلهم نتيجة استهداف عشوائي. هذه الحرب لم تدمر فقط حياة الأفراد بل أيضاً البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية، حيث تسببت في توقف 90% من مهن الصحافة داخل السودان، وهو ما يعكس حجم الأضرار المترتبة على الأداء الإعلامي في البلاد.

550 انتهاكاً وتزايد معاناة الصحفيين السودانيين

لم تتوقف الاعتداءات عند القتل فقط، بل ارتفعت حالات الانتهاكات الموثقة بحق الصحفيين لتصل إلى 550 خلال الأشهر الماضية، وفق تصريحات أبو إدريس، شمل ذلك احتجاز وتوقيف 66 صحفياً وصحفية بصورة قسرية. بالإضافة إلى ذلك، أجبر أكثر من 500 صحفي على الهجرة إلى دول مجاورة بحثاً عن الأمان، فيما نزح أكثر من 1000 داخل البلاد بسبب تصاعد الأوضاع الأمنية وانعدام الاستقرار.

دمار المؤسسات الإعلامية وتأثيراته على الأخبار الموثوقة

تسبب التدمير الواسع الذي لحق بالمؤسسات الصحفية السودانية في تضييق دائرة نقل المعلومات الموثوقة، ما ساهم في انتشار الأخبار الزائفة والشائعات. وفي ظل هذا الوضع، ظهرت تحديات جديدة شملت تصاعد خطاب الكراهية والصعوبات التي تواجهها المواقع الإخبارية الإلكترونية في السودان. وأضاف أبو إدريس أن تلك الأزمات عمقت معاناة الإعلام، وجعلت الصحافة السودانية تواجه تحديات غير مسبوقة لعودة نشاطها.

الإحصائية الرقم
عدد القتلى من الصحفيين 28
الانتهاكات ضد الصحفيين 550
الصحفيون النازحون داخلياً 1000
المهاجرون للخارج 500

ختاماً، يمثل الوضع الحالي للصحفيين في السودان جزءاً من العقبات الكبيرة التي تواجه حرية الإعلام في البلاد. يعكس استمرار الحرب الأثر المأساوي الذي يطال الصحافة والمجتمع على حد سواء، في معركة عنوانها البقاء والحفاظ على الكلمة الحرة.