الإفتاء تبيّن حكم قراءة القرآن للحائض وتوضح الحالات التي يجوز فيها ذلك

يتزايد البحث عن الفتاوى الرمضانية وخاصة ما يتعلق بأحكام الحائض في قراءة القرآن، سواء من خلال الهاتف المحمول أو عبر استخدام المصحف مع استخدام حائل. تتفاوت الآراء الفقهية بين المنع والجواز، مع توصيات مختلفة قدمتها دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية، مما يجعل من الضروري الاطلاع على الأحكام الشرعية والمصادر الموثوقة لتحديد الرأي المناسب.

حكم قراءة القرآن الكريم للحائض

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأصل هو عدم جواز قراءة الحائض للقرآن الكريم استنادًا إلى الحديث الشريف: «لا تَقْرَأ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شيئًا مِنَ الْقُرْآنِ»، كما رواه الترمذي. ولكن رغم ذلك، أجاز بعض العلماء قراءة المرأة الحائض للقرآن في حالات معينة، مثل التعليم، الذكر والدعاء، أو عندما تخشى نسيان ما تحفظه. في هذه الحالات، يمكنها القراءة دون لمس المصحف مباشرة، عبر استخدام حائل أو وسائل إلكترونية كالهواتف المحمولة.

آراء المذاهب الفقهية حول قراءة الحائض للقرآن

اتفقت المذاهب الأربعة على عدم جواز مس المصحف مباشرة للحائض. ومع ذلك، توزعت الآراء حول القراءة دون لمس المصحف. يرى جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة أنه يجوز قراءة القرآن من وسيلة إلكترونية أو بحائل، حيث لا يُعَد ذلك مسًّا مباشرًا للمصحف. من جهة أخرى، أباح مذهب الإمام مالك القراءة أثناء الحيض للحفاظ على ما تحفظه المرأة من القرآن، خاصة في حالات الطول المعتاد لفترة الحيض.
تُعتبر التطبيقات الرقمية، مثل الهواتف المحمولة، خيارًا يُوصَى به من قِبل بعض العلماء لتجاوز الإشكاليات الشرعية، حيث لا يُعتبر استخدامها “مسًّا للمصحف”.

هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف للحائض؟

أكدت دار الإفتاء المصرية في تصريحاتها أن قراءة القرآن الكريم من خلال الهواتف المحمولة أو التابلت للحائض أمر جائز، نظرًا لأن هذه الأجهزة لا تُعتبر مصحفًا شرعيًا بالمعنى الحرفي. هذا الرأي يعزز فكرة استخدام الوسائل الحديثة لتسهيل قراءة القرآن دون مخالفة الأحكام الشرعية.
في الختام، يُنصح دائمًا بمراجعة أهل العلم للاطمئنان إلى الرأي الفقهي الذي يتناسب مع ظروف كل حالة، مع الالتزام بالآداب الإسلامية أثناء قراءة القرآن.