«تحذير» قرارات البيت الأبيض قد تؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص عالميًا بحلول 2030

لم لا يكون قرار سياسي واحد له عواقب صحية مدمرة على ملايين البشر حول العالم؟ هذه الحقيقة الصادمة تتجسد في خفض التمويل الأمريكي للمساعدات الصحية، حيث تشير دراسة حديثة إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص بحلول عام 2030، بينهم عدد كبير من الأطفال. الأرقام والتفاصيل وراء هذا القرار توضح حجم الخطر الذي يتهدد الفئات الأكثر ضعفًا في الدول النامية.

لماذا يؤدي خفض التمويل الأمريكي إلى وفاة أكثر من 14 مليونًا؟

التمويل الأمريكي كان أحد الركائز الأساسية التي ساعدت الدول النامية على تحسين الصحة العامة ومكافحة الأوبئة، لكن الآن، مع تراجع الدعم بنسبة تصل إلى 83%، تظهر النتائج بشكل مروع. القضية لا تتلخص فقط في نقص المال، بل في توقف برامج حيوية كانت تحول دون وقوع ملايين الوفيات خاصة لدى الأطفال، إذ تشير الدراسة إلى احتمال وفاة أكثر من 4.5 مليون طفل دون الخامسة بسبب هذا القرار. الباحثون يربطون بشكل مباشر هذا الانخفاض في التمويل بتدهور مؤشرات الصحة في أكثر من 133 دولة استفادت من المساعدات الأمريكية.

كيف تتحول القرارات الأمريكية إلى كوارث صحية؟

ليس بالأمر المبالغ فيه أن نصف وصف هذه الصورة بـ “كارثة صحية كبرى” لما له من تأثير بمستوى جائحة عالمية أو نزاعات مسلحة واسعة النطاق. بالنسبة للكثير من الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل، يعتمد نجاحها في مجال الصحة على استمرار الدعم الخارجي، وعندما يتوقف، تتراجع جهود مكافحة الأمراض بشكل دراماتيكي. الدراسة التي شارك فيها خبراء من معهد برشلونة تؤكد أن تعطيل هذه البرامج سيعكس عقودًا من التقدم الذي تحقق فعليًا، وقد يفتح الباب لأزمات إنسانية واسعة النطاق في المجتمعات الهشة التي تعتمد على هذه المساعدات لتوفير الأدوية، وتحسين أنظمة الصحة العامة.

ماذا يعني خفض التمويل الأمريكي على أرض الواقع؟

من الواضح أن الأضرار ليست مجرد أرقام على الورق، بل تؤثر على حياة ملايين الأشخاص بشكل يومي. هذا الخفض لا يجعل فقط من الصعب توفير الرعاية الصحية الأساسية، لكنه يقوض البنية التحتية التي بنتها هذه المساعدات خلال عشرين عامًا. لنلقي نظرة على بعض التأثيرات المباشرة لهذا القرار:

• ارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 32%

ولتوضيح الفارق الذي صنعته هذه المساعدات في الفترة الماضية، إليكم جدول يوضح تأثير التمويل الأمريكي عبر العقدين الماضيين:

هذا المثال يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي لعبته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الوقاية من ملايين الوفيات وتحسين صحة ملايين الأسر حول العالم، ويبرز مدى هشاشة الوضع في حال استمر خفض التمويل بهذا الشكل.

تغييرات مثل هذه تؤكد مجددًا مدى ارتباط القرارات السياسية الأمريكية بصحة الشعوب في العديد من بلدان العالم، وهذا يضع مسؤولية كبيرة على عاتق صانعي القرار والمجتمع الدولي للعمل من أجل ضمان استمرار الدعم وضمان استقرار جهود الصحة العالمية. يبقى من الضروري أن نتابع عن كثب تطورات هذا الملف وكيف ستتجاوب الدول والمؤسسات الدولية مع هذه التحديات الصعبة.