«خطاب قوي» الكلمة الكاملة للعليمي في الذكرى 35 للوحدة اليمنية ماذا قال الرئيس؟

الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية التي يؤكد عليها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، حين يؤكد أن هذه الوحدة يجب أن تكون مبنية على الدولة والمؤسسات والعدالة وتكافؤ الفرص، لا على الإقصاء أو الهيمنة أو المليشيات التي تفرق الشعب اليمني، وبالأخص أن القضية الجنوبية تعتبر جوهر أي تسوية سياسية عادلة، حيث لازم إنصاف أبنائها ومنحهم الضمانات اللازمة لتقرير موقعهم السياسي والثقافي والاقتصادي، بما يعزز الشراكة في السلطة والثروة وفقاً للمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية.

دور الوحدة الوطنية في بناء دولة مدنية حديثة في اليمن

يؤكد العليمي في خطابه للشعب اليمني أن الوحدة الوطنية هي الأساس لبناء حكومة مدنية حديثة، تقوم على حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية السياسية، وبناء وحدة متكافئة تحقق العدل والمساواة، وهذا يعكس خلاصة سنوات طويلة من النضال اليمني، ويعد ضماناً لمستقبل البلاد دون هيمنة من جهة على جهة أخرى، أو استبعاد فئات من المجتمع، فالوحدة الوطنية القوية تتطلب مؤسسات عادلة وسلطات مستقلة، تدار بحكمة ورشادة، وتقدم فرص متكافئة لكل اليمنيين.

التحديات التي تواجه الوحدة الوطنية في اليمن متعددة، وأبرزها انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي تسببت في معاناة اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة، كما أدت إلى تفكيك وحدة الصف الوطني، لذلك دعا العليمي إلى ضرورة رص الصفوف وتوحيد الخطاب الإعلامي والوطني لمواجهة هذا التهديد الوجودي الخطير، وتحويل ذكرى الوحدة إلى حافز لإحياء المبادرات الوطنية القائمة على التوافق والتضامن.

القضية الجنوبية وأهميتها في مفهوم الوحدة الوطنية اليمنية

تحتل القضية الجنوبية مكانة مركزية ضمن مفهوم الوحدة الوطنية التي ينادي بها الرئيس العليمي، حيث أكد أن معالجة هذه القضية لا يمكن أن تتم عبر تسويات شكلية، بل عبر إنصاف كامل وضمان حقوق أبناء الجنوب في تقرير مستقبلهم السياسي والاقتصادي، هذا التوجه يعكس إدراكاً عميقاً للأحداث والتحديات التاريخية التي واجهها الجنوب عقب الوحدة، والتي أثرت على المزاج الشعبي هناك بسبب مظالم الماضي والتهميش والإقصاء المفرط.

وفي هذا السياق، يعتبر الجنوب جزءاً أساسياً من نسيج الدولة اليمنية، حيث لعب دوراً رائداً في صناعة الوحدة وأصبح اليوم بمثابة قاعدة لمقاومة مشاريع الإمامة الجديدة التي تريد فرض الهيمنة بالقوة، كما توفر محافظات الجنوب وخاصة عدن ملاذاً آمناً لملايين النازحين من مناطق سيطرة المليشيات، مع دعم مستمر لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتفعيل الحكم المحلي وفقاً لمبادئ اللامركزية المنصفة.

خطوات الإصلاح وتعزيز الوحدة الوطنية في اليمن

يبرز في خطاب رئيس مجلس القيادة أن الحكومة والمجلس شرعا في خطوات عملية لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال معالجة آثار الحرب، وتفعيل القضاء وإرساء حكم القانون، مع التعامل المسؤول مع الاحتجاجات دون استخدام القمع، مع تحقيق إنجازات ملموسة في ردع الجريمة ودعم مؤسسات الأمن والجيش، مما يعد عامل استقرار مهم يعزز الوحدة الوطنية.

في هذا الإطار، شكرت القيادة الرئاسية الدول الداعمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعم مشاريع الكهرباء والخدمات الأساسية التي تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب وتحقيق انفراجة في الوضع المعيشي المرتقب، ما يعكس تضافر الجهود الوطنية والدولية لإعادة بناء اليمن وتعزيز وحدته الوطنية.

من الخطوات الهامة التي تم التركيز عليها:

• تعزيز استقلال السلطات القضائية وتفعيل أحكام القضاء
• توسيع اللامركزية المالية والإدارية بما يتوافق مع الدستور والمرجعيات
• دعم القوات المسلحة والأمن لاستعادة الاستقرار ومواجهة التحديات
• ردع الخارجين عن النظام والقانون وتوفير العدالة العاجلة للمظلومين

تجسد هذه الخطوات معاً رؤية واضحة لوحدة وطنية حقيقية مبنية على المساواة والعدالة، وتنوع يعكس واقع اليمن الجغرافي والاجتماعي، مع التزام برفض الإقصاء والمليشيات التي حاولت فرض نفسها على حساب الدولة ومؤسساتها. ورغم الصعوبات والتحديات، فإن هذا التوجه يضع الأساس لكفالة حقوق كافة المواطنين ويمنحهم فرصة حقيقية لصياغة مستقبل بلادهم بحرية ومساواة.

الوحدة الوطنية ليست مجرد كلمة بل ممارسة يومية تتطلب جهوداً مشتركة من الجميع؛ من الحكومة والمجتمع المدني والأحزاب والفئات المختلفة، وهي الطريق الوحيد لنبذ الخلافات والاتجاه إلى بناء يمن قوي وآمن ومزدهر يعكس تطلعات الجميع في ظل دولة مدنية عادلة تقوم على حكم رشيد وفرص متساوية لجميع أبنائها