«موجة حر» البحر المتوسط يسجل حرارة غير مسبوقة بموجات حارة قياسية ودرجات حرارة مائية تلامس 30°C

البحر المتوسط يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات حرارة سطحه خلال شهر يونيو، حيث سجل متوسط حرارة يومي بلغ 26.01 درجة مئوية، وهو رقم لم يُسجل من قبل في هذا الوقت من العام، وفقًا لبيانات برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي؛ هذا الارتفاع يعكس تأثيرات المناخ المتغيرة، بينما تعاني دول جنوب أوروبا من موجات حر شديدة تضرب المنطقة بلا هوادة.

ارتفاع حرارة البحر المتوسط يحطم الأرقام القياسية

لم يسبق أن شهد البحر المتوسط درجة حرارة يومية مرتفعة كهذه في شهر يونيو، حيث أظهرت البيانات التي حللها خبراء الأرصاد الجوية الفرنسيون تجاوز المتوسط اليومي للحرارة حاجز 26 درجة مئوية؛ هذا الرقم يزيد بثلاث درجات عن المتوسط الموسمي المسجل خلال العقود الثلاثة الماضية، بينما يصل الارتفاع إلى أربع درجات بالقرب من السواحل الفرنسية والإسبانية؛ هذه الأرقام تعكس بوضوح التغيرات المناخية التي باتت تؤثر على المنطقة بشكل مباشر، مما يثير قلق الخبراء والسلطات على حد سواء.

موجات الحر تضرب المناطق المطلة على البحر المتوسط

تشهد الدول المطلة على البحر المتوسط، مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، موجة حر قاسية تهدد السكان وتزيد من مخاطر الحرائق؛ فقد وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 46 درجة مئوية، وهو رقم قياسي سجلته مناطق جنوب إسبانيا؛ السلطات أصدرت تحذيرات صحية مشددة، كما أعلنت حالة الإنذار البرتقالي في معظم المناطق الفرنسية، بينما تستمر التوقعات في الإشارة إلى ارتفاع الحرارة خلال الأيام المقبلة؛ هذا الوضع دفع السكان إلى البحث عن أماكن مكيفة أو حمامات باردة للتخفيف من حدة الطقس.

تداعيات المناخ المتغير على البحر المتوسط ومحيطه

مع استمرار موجات الحر التي تضرب المناطق المحيطة بالبحر المتوسط، يحذر العلماء من أن تغير المناخ يجعل هذه الظواهر أكثر تكرارًا وشدة؛ فالحرائق اندلعت في مناطق متفرقة من فرنسا وتركيا واليونان، حيث اضطرت السلطات إلى إجلاء السكان في بعض المناطق المتضررة؛ كما تم تجهيز سيارات الإسعاف بالقرب من الأماكن السياحية للتعامل مع حالات الطوارئ، بينما تستمر الجهود للحد من الخسائر الناتجة عن هذه الظروف الجوية القاسية؛ هذه الأحداث تظهر الحاجة الملحة إلى استراتيجيات طويلة الأمد لمواجهة التحديات المناخية. فيما يلي قائمة بأبرز الإجراءات التي اتخذتها الدول المطلة على البحر المتوسط للتعامل مع موجات الحر:

• إصدار تحذيرات صحية للسكان لحماية أنفسهم من ضربات الشمس
• تجهيز ملاجئ مكيفة لاستقبال المواطنين في الأماكن العامة
• تعبئة فرق الإطفاء لمواجهة حرائق الغابات المحتملة
• نشر سيارات الإسعاف في المناطق السياحية للتدخل السريع
• توعية السكان بضرورة تقليل التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة

لتوضيح حجم الارتفاع في درجات الحرارة، إليكم جدولًا يبين مقارنة بين المناطق المختلفة المطلة على البحر المتوسط خلال هذه الفترة:

تستمر موجات الحر في الضغط على السكان والسلطات في المناطق المحيطة بالبحر المتوسط، حيث تشير التقارير إلى زيادة حالات الإصابة بضربات الشمس بنسبة 10% في إيطاليا؛ المدن الكبرى مثل ميلانو وروما ونابولي أعلنت حالة الإنذار من الحرارة الشديدة، بينما تتخذ الحكومات خطوات عاجلة لدعم المواطنين، سواء من خلال توفير أماكن تبريد أو توزيع تعليمات الوقاية؛ هذا الوضع يجعل من الضروري النظر بعين الجدية إلى تأثيرات التغيرات المناخية التي تهدد استقرار المناطق الساحلية. مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يبقى البحر المتوسط وما حوله محور اهتمام الخبراء الذين يدعون إلى ضرورة التحرك السريع للحد من تداعيات هذه الظواهر، سواء كانت حرائق أو أضرار صحية تطال السكان.