«تأثير قوي» مونديال الأندية 2026 كيف ستغير البطولة استعدادات كأس العالم المقبلة؟

كأس العالم للأندية بالنظام الجديد أثار جدلًا واسعًا بعد انطلاق نسخته الأولى في صيف 2025 بالولايات المتحدة الأميركية حيث شارك 32 فريقًا من أبطال القارات وسط آمال كبيرة بنقلة نوعية للأندية، إلا أن الطقس الصعب سرق الأضواء من المهارات الكروية وجعل فيفا في موقف حرج بين الانتقادات الكثيفة التي واجهتها البطولة على المستويات كافة، ما كشف عن تحديات تنظيمية واقتصادية جديدة تواجه هذا الحدث الكبير بعد التغيرات التي جلبها النظام الجديد

تأثير الطقس على كأس العالم للأندية بالنظام الجديد خلال نسخته الأمريكية

شهدت بطولة كأس العالم للأندية بالنظام الجديد في صيف 2025 موجة من الصعوبات المناخية التي أثرت بشدة على سير المنافسات، وبالأخص في الولايات الجنوبية والشرقية مثل فلوريدا وتكساس وكارولاينا ونيوجيرسي، حيث أدت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية إلى تأجيلات طويلة حالت دون انسيابية المباريات، ليجد اللاعبون والجماهير أنفسهم في ظروف مناخية قاسية تصعب متابعة الحدث الرياضي، كما أن الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة زادت من معاناة الفرق، مما جعل التقلبات الجوية تسيطر على تفاصيل البطولة أكثر من الأداء الفني والسيطرة على الكرة
انعكست هذه الظروف في توقفات غير مسبوقة في مباريات عديدة، فمثلًا توقفت مباراة ماميلودي صن داونز ضد أولسان الكوري الجنوبي في أورلاندو لأكثر من ساعة، وتأجلت مباراة ريد بول سالزبورغ وباتشوكا في سينسيناتي لنحو مئة دقيقة، وتجاوزت التوقفات أحيانًا الساعتين كما في لقاء بنفيكا وأوكلاند سيتي، مما أوجد مأزقًا تنظيميًا صعبًا وأربك حسابات الفرق والمنظمين ومتابعي البطولة على حد سواء

الأضرار الاقتصادية والتنظيمية الناجمة عن الطقس في كأس العالم للأندية بالنظام الجديد

تأجيلات كأس العالم للأندية بالنظام الجديد لم تقتصر آثارها على أرض الملعب، بل امتدت لتشمل خسائر اقتصادية وتنظيمية كبيرة، حيث واجهت القنوات الناقلة والرعاة إرباكًا واضحًا بسبب تمديد أوقات بث المباريات، ما أدى إلى إعادة تنظيم جداول الإعلانات مفاجئًا، وتراجع حجم المشاهدين بسبب التغيرات المفاجئة في مواعيد المباريات، ما أثر بدوره على الإيرادات المتوقعة، كما عانت الجماهير من ضغوط كبيرة بسبب الانتظار الطويل في أجواء غير مريحة، إلى جانب إرباك الفرق في ترتيبات السفر والإقامة
على صعيد اللاعبين، كان التأثير مزدوجًا جسديًا ونفسيًا، إذ أدت التوقفات المتكررة إلى فقدان التركيز والحالة البدنية المثلى، والعودة المتكررة إلى غرف الملابس زادت اضطراب الجاهزية، مع ارتفاع معدلات الإصابات المرتبطة بتقلبات درجة الحرارة والرطوبة، ووضع هذا المشهد المدربين أمام تحدٍ كبير للحفاظ على استعداد اللاعبين وضمان عدم تدهور الأداء وسط الأجواء المناخية المتقلبة

مقارنة تفصيلية بين كأس العالم للأندية بالنظام الجديد وتجارب فيفا المناخية السابقة

توضح تجربة كأس العالم للأندية بالنظام الجديد فجوة كبيرة في استعداد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لمخاطر الطقس وإدارة اللوجستيات، مقارنةً مع نسخة كأس العالم 2022 في قطر، حيث كانت الملاعب مكيفة بالكامل والمسافات بين المدن قصيرة، مما ساهم في تسهيل تنقل اللاعبين والجماهير وتقليل التأثيرات المناخية، في مقابل الولايات المتحدة التي واجهت تحديات كبرى بسبب التوزيع الجغرافي الواسع وتباعد المدن، بالإضافة إلى فارق التوقيت الذي أثّر على المتابعة العالمية
في ضوء هذه التحديات والانتقادات المتصاعدة، يظهر التساؤل عن استعداد فيفا لمواجهة سيناريو مشابه في كأس العالم 2026، الذي يقام أيضًا في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك)، ومدى تطبيقه لاستراتيجيات وقائية كإقامة المباريات في ملاعب مغطاة أو استخدام تكييف متطور لمواجهة الظروف المناخية المتقلبة، فيما يتطلب الأمر تحديدًا دقيقًا للمخاطر وتنظيمًا متكاملًا يتمحور حول راحة المشاركين والجماهير

• ضرورة تقييم دقيق للمخاطر المناخية قبل تحديد مواعيد وأماكن إقامة البطولات
• اعتماد تطوير ملاعب مجهزة بمواصفات تكنولوجية تضمن استقرار الأجواء داخل الملعب
• تخطيط لوجستي متكامل يسهل التنقل بين المدن للمشاركين والجماهير
• تهيئة برامج دعم للاعبين لمواجهة تأثيرات الطقس القاسية على الأداء البدني والنفسي

يبقى التساؤل حول مدى تعلم فيفا من تجارب كأس العالم للأندية بالنظام الجديد ليضع خططًا محكمة وضمان نجاح نسخة 2026، حيث يحتاج الأمر إلى تنسيق لوجستي ومناخي يراعي ظروف اللاعبين والجماهير، فالتحدي الحقيقي يكمن في قدرة الاتحاد الدولي على معالجة الثغرات السابقة وتقديم بطولة تنبض بالحيوية رغم تقلبات الجو