«صراع قوي» إيران وأميركا هل تعود الحرب بوجه كروي في كأس العالم 2026

كأس العالم 2026 يواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران، خصوصًا مع تصاعد النزاع العسكري وتصاعد القلق حول تأثير هذه الأجواء على سير البطولة التي تستضيفها ثلاث دول، الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك، إذ يثير هذا الوضع تساؤلات عن إمكانية إقامة مباريات حقيقية تحت شعار الرياضة أولاً وسط واقع متشابك بين السياسة والرياضة.

كأس العالم 2026 بين إثارة التوتر وذكريات مواجهة إيران والولايات المتحدة

تظل كأس العالم 2026 تحت أنظار العالم ليس فقط لمستوى المنافسات الرياضية، بل أيضًا لما يرافقها من توترات سياسية بين إيران والولايات المتحدة التي قد تعيد إلى الأذهان أحداث مونديال 1998 في فرنسا، حيث التقى المنتخبان في أجواء وصفت بـ”الديبلوماسية الهادئة” رغم التصعيد السياسي؛ ذلك اللقاء الذي انتهى بفوز إيران بهدفين مقابل هدف، وتبادل اللاعبين الورود والابتسامات كرمز للود المتبادل.

غير أن نسخة 2026 تختلف جذريًا؛ إذ لا تزال إيران على قائمة الحظر الأميركية، مما قد يحرم الجماهير الإيرانية من التواجد داخل الولايات المتحدة، وعليه تُثار أسئلة حول مصداقية لقب “مونديال مفتوح للجميع” الذي يرفع نصب عينيه الفيفا، وسط قلق حقيقي من احتمال نشوء مواجهات مباشرة تثير نزاعات أمنية ودبلوماسية.

سيناريوهات كأس العالم 2026 وتحديات إقامة مباريات المنتخب الإيراني

تدور نقاشات داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول الطرق البديلة لضمان سير البطولة بسلاسة بعيدًا عن التصادمات السياسية، إذ يُدرس احتمال نقل مباريات المنتخب الإيراني إلى المكسيك أو كندا الشريكتين في تنظيم الحدث؛ وذلك لتقليل المخاطر الأمنية والحفاظ على أجواء من الحياد الرياضي.

وتوضح هذه النقاشات التوازن الدقيق بين احترام الروح الرياضية، والحفاظ على استقرار البطولة العالمية التي تضم جماهير من كل بقاع الأرض، إذ إن أي احتكاك بين إيران والولايات المتحدة على أرض الملعب قد يحمل تبعات تمتد خارج المضمار الرياضي، بما فتح أبوابًا لمخاوف وجدت جذورها في نسخ سابقة من البطولات العالمية، حيث تقاطعت السياسة مع الرياضة أحيانًا بأشكال مختلفة.

تاريخ شائك للإشتباكات السياسية في بطولات كأس العالم وعبر العصور

لم تكن كرة القدم بمعزل عن النزاعات السياسية، فقد شكلت مباريات كأس العالم عبر السنين لحظات متوترة حفرها التاريخ في ذاكرة المشجعين، وأثبتت أن الرياضة ليست بمعزل عن مجريات العالم:

  • مواجهة هندوراس والسلفادور عام 1970 التي أشعلت حرب “المئة ساعة” بعد تصفيات المونديال وسط خلافات على الهجرة والأراضي
  • استعراض الإيطاليين في 1938 بقمصان سوداء وأداء التحية الفاشية أمام الفرنسيين، رمزًا سياسيًا على الملعب
  • اللقاء بين ألمانيا الغربية والشرقية في 1974 الذي جسد خلافات الحرب الباردة رغم التتويج النهائي لألمانيا الغربية
  • الانتصار الرمزي للأرجنتين على إنجلترا في 1986 بعد حرب فوكلاند، حيث أطلق مارادونا “يد الله” و”هدف القرن”
  • احتفالات هدف النسر الألباني مع سويسرا ضد صربيا في 2018 التي أظهرت رسائل سياسية برغم النتائج الرياضية

والجدول التالي يوضح أبرز المواجهات السياسية والرياضية وتأثيرها على كأس العالم:

النسخة الفرق والمناسبة السياسية التأثير
1938 إيطاليا وفرنسا – أجواء الفاشية استعراض سياسي مباشر على الملعب
1970 هندوراس والسلفادور – حرب المئة ساعة تصاعد النزاعات إلى حرب مسلحة
1974 ألمانيا الغربية والشرقية – الحرب الباردة تجسيد الانقسام السياسي العالمي
1986 الأرجنتين وإنجلترا – بعد حرب فوكلاند انتصار رمزي على حساب السياسة
2018 سويسرا وصربيا – احتفالات سياسية عقوبات من الفيفا رغم الفوز الرياضي

في ظل هذه الخلفيات التاريخية، يبدو أن كأس العالم 2026 لن تكون مجرد بطولة رياضية فقط، بل ساحة أخرى توضح مدى تعقيد فصل السياسة عن الرياضة. يبقى السؤال حول قدرة الفيفا على إدارة هذه التحديات بحكمة، لكي لا تتحول الملعب إلى مسرح للصراعات، مع انتظار تطورات الأيام القادمة التي قد ترسم مسار النسخة القادمة في عالم لا تنفصل فيه الرياضة عمّا يجري خارجها