«تصاعد الغضب» حرب غزة داخل إسرائيل كيف تتحدى الأصوات المحلية الرواية الرسمية؟

حرب غزة تشهد تصاعدًا واضحًا للتمرد الداخلي داخل إسرائيل وسط تصاعد العمليات العسكرية في القطاع، حيث تعكس التصريحات السياسية والاحتجاجات الشعبية حالة الغضب والاحتقان المتزايد تجاه استمرار النزاع وتأثيراته الكارثية على المدنيين، خاصة مع التحذيرات الصريحة من ممارسات غير إنسانية وتزايد المعاناة التي أثارت نقاشًا حادًا يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية عميقة.

ردود فعل سياسية حول حرب غزة تصاعد مستوى الاحتقان داخل إسرائيل

تصاعدت الردود السياسية على تصريحات الجنرال المتقاعد يائير غولان حول حرب غزة، حيث اعتبرت هذه المواقف المغايرة للخط الرسمي بمثابة زلزال سياسي، فقد هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلك التصريحات واعتبرها اتهامات واردة من جهة معارضة، بينما ذهب وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون إلى أبعد من ذلك، موضحًا أن السياسات الحالية تكرس لتحافظ على السلطة بأي ثمن حتى لو كان ذلك على حساب مستقبل البلاد، هذه الانتقادات دفعت النقاش العام إلى منحى جديد، فبعد حماس وهجوم أكتوبر 2023 الذي خلف مئات القتلى والرهائن، ظهرت أصوات تنادي بمراجعة الاستراتيجية المعتمدة في حرب غزة، وهو ما يفتح الباب لتأملات جادة حول أبعاد الصراع ومستقبله السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل.

تظاهرات حاشدة وانخراط المجتمع في رفض استمرار حرب غزة

شهدت الساحة الإسرائيلية تظاهرات حاشدة خرجت من قلب مدينة سديروت حتى حدود قطاع غزة، حيث رفع المتظاهرون صورًا لأطفال فلسطينيين سقطوا ضحايا القصف، مطالبين بوقف فوري للعمليات العسكرية، وتبرز حركة “الوقوف معاً” كواحدة من أبرز المجموعات التي تضم يهودًا وعربًا معًا يعارضون العنف ويطالبون بإنهاء النزاع، وقد تم اعتقال عدد من أعضائها، منهم المنسق ألون-لي غرين، وتؤكد هذه الحركة أن صحوة شعبية تنمو، تعبر عن خشية المجتمع من تدهور الوضع، الذي بات يهدد حياة الجميع، الجنود والرهائن على حد سواء.

استطلاعات وآراء أسر الرهائن تدعم توجه إنهاء حرب غزة عبر التفاوض

أظهرت استطلاعات رأي حديثة أُجريت مؤخرًا عبر القناة 12 أن 61% من الإسرائيليين يفضلون إنهاء حرب غزة مع استعادة الرهائن بدلًا من التصعيد العسكري واحتلال القطاع، وتعتبر هذه النسبة مؤشرًا مهمًا يعكس تغير المزاج الشعبي تجاه استمرار العنف، إضافة إلى ذلك، شدد المفاوض السابق غيرشون باسكين على أن غالبية أسر الرهائن تريد إنهاء المعارك، معتبرة أن استمرار الحرب يزيد من خطر فقدان المحتجزين، لذا، يتجه التأييد أكثر نحو حلول تفاوضية وانتقال إلى وضع يركز على حماية المدنيين والرهائن.

العنصر التفاصيل
نسبة المؤيدين لإنهاء الحرب 61%
نسبة المؤيدين للتصعيد واحتلال غزة 25%
الأصوات السياسية الرافضة للسياسة الحالية متزايدة بين اليسار وبعض الفصائل
حركات الاحتجاج يهود وعرب مناوئون للعنف ومتظاهرو سديروت

ضغوط دولية على إسرائيل في ظل استمرار حرب غزة وتأثيراتها الإنسانية

امتدت تداعيات حرب غزة إلى الساحة الدولية التي فرضت ضغوطًا متزايدة على إسرائيل، ففي خطوة غير مسبوقة، أوقفت المملكة المتحدة محادثات تجارية معها وفرضت عقوبات على جماعات استيطانية متطرفة، كما استدعت سفير إسرائيل، وأعلنت بريطانيا أن العمليات في غزة “غير أخلاقية”، كذلك دخل الاتحاد الأوروبي على الخط، حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية مع إسرائيل وسط مطالب أوروبا بمحاسبة تل أبيب، وتسليط الضوء على التدهور الكارثي في الأوضاع الإنسانية داخل غزة، ونددت بشح المساعدات الإنسانية رغم تصريحات عن رفع الحصار، مما يزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة في أقرب فرصة.

  • وقف المحادثات التجارية مع إسرائيل من قبل المملكة المتحدة
  • فرض عقوبات على جماعات استيطانية متطرفة
  • استدعاء سفير إسرائيل في بريطانيا
  • مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية الأوروبية مع إسرائيل
  • التركيز على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة

تصاعد التمرد الداخلي في إسرائيل نتيجة حرب غزة يثير الكثير من التساؤلات حول الخيارات القادمة لمواجهة هذا الصراع، حيث يزداد الضغط الشعبي والدولي على الحكومات للبحث عن حلول تضمن تقليل الخسائر وحماية المدنيين والرهائن في آن واحد، بينما تتداخل السياسة والمجتمع في مرحلة حاسمة تتطلب مراجعة جذرية لكل الخطوط المتبعة حتى الآن.