«هبوط غير مسبوق» الدولار يتجه لتسجيل أسوأ خسارة نصف سنوية منذ التسعينيات هل يؤثر على الاقتصاد العالمي

الدولار يتجه لتسجيل أسوأ خسارة نصف سنوية منذ أوائل التسعينيات مع نهاية النصف الأول من عام 2025، بعدما شهد تراجعًا ملحوظًا بسبب الضغوط الاقتصادية وتفاؤل الأسواق تجاه العلاقات التجارية الأمريكية، ويرجح أن يدفع الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، ما يؤثر سلبًا على الطلب على العملة الخضراء ويضعها في مواجهة تحديات كبيرة.

كيف ينعكس الدولار يتجه لتسجيل أسوأ خسارة نصف سنوية منذ أوائل التسعينيات على الأسواق العالمية

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا واضحًا في جلسة نهاية النصف الأول من عام 2025، متأثرًا بتطورات إيجابية في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي، مما زاد من التفاؤل العالمي تجاه استقرار العلاقات الاقتصادية، وهذا التوجه دفع المستثمرين نحو أصول مخاطرة أكثر، وقلل الطلب على الدولار، وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية. ولا يمكن إغفال أن الأجواء الاقتصادية ضاغطة، مع تراجع الناتج المحلي الأمريكي في الربع الأول، وهو عامل مهم في هذه الحركة، خاصة مع تخفيف التوترات بشأن الرسوم الجمركية الذي ساهم في تحسين المزاج السوقي وفتح المجال أمام سياسات نقدية أكثر مرونة تدعم النمو دون أن تثير تضخمًا إضافيًا.

دور البيانات الأمريكية في مسار الدولار يتجه لتسجيل أسوأ خسارة نصف سنوية منذ أوائل التسعينيات

تنتظر الأسواق العالمية بحذر صدور تقرير الوظائف الأمريكي لشهر يونيو، المقرر صدوره الخميس المقبل، إذ يعد هذا التقرير مفتاحًا لمعرفة توجهات السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترات المقبلة، إذ تشير التوقعات إلى خفض محتمل في أسعار الفائدة في اجتماع يوليو للفيدرالي، ما يعزز احتمال استمرار الضغط على الدولار، ويجعل المستثمرين في حالة ترقب. ويرى المحللون الاقتصاديون أن هذه البيانات ستكون مؤثرة جدًا في تحديد الوضع الاقتصادي المستقبلي للبنك المركزي الأمريكي، خاصة بعد فترة من انكماش الناتج المحلي الإجمالي وتراجع المخاوف من الحروب التجارية، مما يمهد الطريق لتغيير استراتيجي يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي بآليات جديدة، مع الاحتفاظ بالتحكم في مستوى التضخم.

تحليل خسائر الدولار على مدار 2025 وتأثيرها على الأسواق المالية

وفقًا لإحصائيات التداول، فقد هبط مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنحو 0.19% ليصل إلى مستوى 97.06 نقطة، ويعتبر هذا الانخفاض الخامس على التوالي خلال الشهر الحالي، بمعدل تراجع شهري بلغ 2.39%، وإجمالي خسائر ربع سنوية عند 6.81%، ليغلق النصف الأول من العام بنسبة خسارة تراوحت حول 10.53%، وهذه الأرقام تستعرض أسوأ أداء للدولار خلال فترة نصف سنة منذ أوائل التسعينيات، ويرجع السبب إلى عوامل متعددة تشمل السياسات الاقتصادية للفيدرالي، وتوجهات الأسواق نحو المخاطر، والعوامل الجيوسياسية التي تزيد من عدم اليقين المالي.

  • تراجع النشاط الاقتصادي الأمريكي بشكل ملحوظ في الربع الأول من 2025
  • تزايد التفاؤل في الأسواق حول العلاقات التجارية الأمريكية العالمية
  • توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي
  • زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة عوضًا عن الدولار
  • تراجع الطلب على الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى
الفترة نسبة الخسارة في قيمة الدولار
الشهر الماضي (يونيو) 2.39%
الربع الثاني من 2025 6.81%
النصف الأول من 2025 10.53%

تتغير معطيات الأسواق المالية بوتيرة متسارعة مع تراجع الدولار، مما يفرض على المستثمرين مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب، خاصة أن سياسة الفيدرالي الأمريكي ستستمر في لعب دور محوري في تحديد تحركات العملات العالمية في الفترة المقبلة، ونتائج تقارير الوظائف ستكون حاسمة في هذا الإطار، بينما تستمر الأسواق في التكيف مع هذا الواقع الجديد الذي يتسم بتقلبات كبيرة. دراسة هذه الديناميات تساعد على فهم أن الدولار يتجه لتسجيل أسوأ خسارة نصف سنوية منذ أوائل التسعينيات ليست فقط نتيجة عوامل داخلية، بل تتداخل معها عوامل خارجية متشابكة تؤثر على مستوى الثقة والقيمة.