«إشارات غامضة» الكوكب التاسع في مجموعتنا الشمسية يثير حيرة العلماء من جديد

الكوكب التاسع، ذلك الجرم السماوي الغامض الذي لطالما أثار فضول العلماء، أصبح اليوم في بؤرة اهتمام الأبحاث الفلكية، الجدل حول وجود هذا الكوكب يعود مرة أخرى بعد إعلان مجموعة من الباحثين مؤخرًا عن اكتشاف مرشح قوي له، استنادًا إلى بيانات وصور قديمة رُصدت بواسطة القمرين الصناعيين IRAS وAKARI، رغم الحماسة التي أثارتها النتائج، إلا أن الشكوك ما تزال قائمة حول صحة الادعاءات.

الكوكب التاسع: نقطة متحركة قد تكشف اللغز

تمكن فريق من الباحثين بقيادة طالب الدكتوراه “تيري فان” بجامعة تسينغ هوا الوطنية في تايوان من ملاحظة نقطة غريبة في صور الأشعة تحت الحمراء التي التُقطت منذ عقود بواسطة الأقمار الصناعية، النقطة بدت وكأنها تتحرك، وهو ما يميز الأجسام السماوية القريبة عن النجوم الثابتة في خلفية السماء، أكد الباحثون وجود توافق في خصائص السطوع والألوان بين الصور التي التقطها كل من IRAS وAKARI، مما يشير إلى احتمالية كبيرة بأن الجرم الملتقط هو الكوكب نفسه.

رغم ذلك، يظل تأكيد هوية هذا المرشح صعبًا حتى الآن، كما أن تحديد مداره الدقيق يتطلب مزيدًا من الرصد باستخدام أدوات تقنية أكثر دقة، الشكوك تتزايد أيضًا بين بعض العلماء الذين يرون أن خصائص المدار المحتملة للجسم تختلف عن التوقعات السابقة للكوكب التاسع.

المدار المائل للكوكب التاسع يُثير التساؤلات

عام 2016، اقترح عالم الفلك مايك براون نظرية وجود الكوكب التاسع، الذي يُعتقد أن مداره يميل بزاوية تصل إلى 20 درجة عن مستوى النظام الشمسي، إلا أن التحليلات الجديدة تظهر أن الجرم المرصود قد يميل بزاوية تصل إلى 120 درجة، وهو ما يُعتبر تناقضًا واضحًا مع النظريات السابقة، براون، الذي لم يشارك في البحث الجديد شخصيًا، يشير إلى أنه إذا كان هذا الجسم حقيقيًا، فمن المستبعد أن يكون الكوكب التاسع بالشكل المتوقع.

ما يثير الجدل أكثر هو فرضية وجود جسمين بحجم كوكبي قريبين نسبيًا دون أن يكون لذلك تأثير ملحوظ على مداراتهما، وهو أمر يبدو مستبعدًا من الناحية الفيزيائية، لهذا السبب، يظل العلماء منقسمين حول نسبة هذا الاكتشاف إلى الكوكب التاسع.

فرضية الكوكب التاسع: بين الحقيقة والنظرية

الكوكب التاسع ظل فكرة تثير الجدل في الأوساط الفلكية منذ ظهوره كاحتمال علمي، ترتكز هذه الفرضية على ملاحظات لمدارات غير منتظمة لأجرام صغيرة في حزام كايبر، المنطقة التي تقع خلف كوكب نبتون، التغير في المدارات يُعتقد أنه قد يكون نتيجة تأثيرات جاذبية جسم ضخم غير مرئي.

الدراسات النظرية تُقدّر حجم الكوكب بأنه أكبر من كوكب الأرض بعدة مرات، على أن يدور في مدار بعيد جدًا عن الشمس، مع ذلك، لا تزال الفرضية غير مُثبتة، وهناك من يدعم فكرة أن هذه المدارات غير المنتظمة قد تعود إلى ظواهر طبيعية أخرى، بينما لم يتم حتى الآن التقاط أي صورة مباشرة لهذا الكوكب المزعوم.

مرصد “فيرا سي روبين” ودوره في حسم الجدل

لإنهاء حالة الغموض، يترقب العلماء بدء مرصد “فيرا سي روبين” بعمله في تشيلي، والمقرر في عام 2025، يتميز هذا المرصد بامتلاكه لأكبر كاميرا رقمية تم بناؤها على الإطلاق، مما يعزز فرص العثور على أجسام سماوية بعيدة بدقة أفضل بكثير من التقنيات الحالية.

بالإضافة إلى مساحته الواسعة التي تغطي أجزاء كبيرة من السماء، يُتوقع أن يعمل المرصد على كشف المزيد من الأجسام المتحركة والبطيئة التي قد تكون مختبئة عند أطراف النظام الشمسي، يعوّل العلماء على هذا المرصد لحل اللغز في غضون سنوات قليلة، والذي قد يوسّع من معرفتنا حول النظام الشمسي.

القمر الصناعي المدة الزمنية
IRAS 1983
AKARI 2006-2011
  • الاعتماد على مرصد جديد لتحليل السماء
  • مواصلة دراسة البيانات باستخدام أحدث البرمجيات
  • تطوير أدوات رصد تتبع حركة الأجسام البعيدة
  • التركيز على تحسين النظريات السابقة لمدارات الأجرام

الاكتشافات الفلكية كالتي تجري حاليًا حول الكوكب التاسع تُظهر مدى تطور التكنولوجيا وقدرتها على الإجابة عن أسئلة لطالما حيّرت البشرية، وبالتأكيد، المستقبل يحمل أسرارًا قد تعيد تشكيل فهمنا للكون المحيط بنا.