«تطور جديد» المحادثات الإيرانية الأمريكية في روما هل توقفت دون تقدم؟

إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران شهد تطورات جديدة مع اختتام الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين الطرفين في روما، برعاية سلطنة عمان. هذه الجولة ورغم التقدم الطفيف الذي أُعلن عنه، إلا أنها لم تُفضِ إلى نتائج حاسمة، مما يعكس تعقيد هذا الملف والهوة العميقة بين المواقف.

تقدم محدود في محادثات إحياء الاتفاق النووي

أعلنت سلطنة عمان أن الجولة الأخيرة من المفاوضات شهدت تقدماً محدوداً، حيث صرّح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بأن القضايا العالقة ما زالت بحاجة إلى توضيح خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يؤكد الطبيعة الطويلة لهذه المحادثات، من جهته اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه الجولة الأكثر مهنية، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي أبدى فهماً أكبر للمواقف الإيرانية، وبالرغم من ذلك، لم تقدم هذه الجولة توافقاً كاملًا حول القضايا الرئيسية.

الدور العماني في المحادثات تمثل في طرح مبادرات جديدة لمحاولة حلحلة الأزمة، وقد وصف المسؤول الإيراني هذه المقترحات بكونها خطوة قد تمثل مفتاحاً للحل، إلا أن قبول تلك الأفكار ما زال رهناً بالمرونة التي قد يظهرها الطرفان خلال الجولات المقبلة.

عقبات أساسية تهدد إحياء الاتفاق النووي

على الرغم من فتح القنوات الدبلوماسية بين الطرفين، إلا أن هناك صعوبات كبيرة لا تزال قائمة، أبرزها إصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات تراها واشنطن تمثل عقبة رئيسية، هذا المطلب يُعتبر بالنسبة لطهران خطاً أحمراً، حيث ترفض التخلي عن حقها في التكنولوجيا النووية السلمية، بالمقابل، تربط الولايات المتحدة تحقيق أي اتفاق مستدام بتجميد الأنشطة النووية الإيرانية.

استمرار هذه العقبات جعل الجولة الأخيرة غير قادرة على تحقيق اختراق ملموس، إذ استمرت النقاشات لمدة ثلاث ساعات فقط قبل مغادرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بسبب التزامات أخرى، وقد أكد مسؤولون إيرانيون أن التقدم الحالي لا يزال بحاجة إلى مزيد من العمل لضمان الوصول إلى اتفاق شامل.

  • إصرار إيران على تخصيب اليورانيوم
  • شرط الولايات المتحدة بإيقاف تخصيب اليورانيوم
  • طبيعة المفاوضات غير المباشرة تعقّد التواصل
  • الحاجة إلى ضمانات متبادلة بين الطرفين

الدور العماني كمحور الوسط في المفاوضات

لعبت سلطنة عمان دوراً محورياً خلال هذه المفاوضات، حيث عمدت إلى تقريب وجهات النظر واقتراح حلول وسطية قد تسهم في تجاوز العقبات، تاريخياً، ترتبط مسقط بعلاقات متوازنة مع كل من إيران والولايات المتحدة، مما يمنحها مصداقية في إدارة هذه الأزمة.

وفقاً لتقارير دبلوماسية، من المتوقع أن تستمر المباحثات خلال الأسابيع المقبلة، مع إعلان عمان عن تفاصيل المكان والزمان الجديد للجولة المقبلة، وهو ما يعكس استمرار التزام الأطراف بمبدأ الدبلوماسية كوسيلة لحل هذا الخلاف، ورغم الطابع المعقد لهذه المفاوضات، تبقى عمان ملتزمة بمحاولة الخروج بنتائج إيجابية يمكن أن تحقق الاستقرار الإقليمي.

تفاصيل الجولة الخامسة المعلومات
المكان روما، إيطاليا
مدة الجولة ثلاث ساعات
الوسيط سلطنة عمان
التقدم طفيف وغير حاسم

هذا التقدم، رغم محدوديته، يعكس قدرة الأطراف على الحوار ومحاولة التغلب على الخلافات العميقة، ومع استمرار الجهود العمانية، يبقى ملف إحياء الاتفاق النووي مرتبطاً بالأداء العملي ومدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات.