«تحولات داخلية» تيار نقدي داخل المجلس الانتقالي يثير تساؤلات حول مستقبله

في تصعيد سياسي داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، عبّر أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس والعضو المؤسس، عن انتقادات لاذعة للأداء التنظيمي والسياسي للمجلس، مؤكداً على أهمية إجراء “تصحيح شامل” لتحسين الأداء الداخلي وتعزيز الحضور الخارجي، داعياً الجميع إلى قراءة نقدية للتجربة التنظيمية السابقة والعمل الجاد لتحقيق الطموحات الوطنية للشعب الجنوبي.

انتقادات بن بريك لهيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي

أشار أحمد سعيد بن بريك إلى وجود تحديات تنظيمية انعكست على أداء المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية، حيث وصف بعض القرارات التي اتخذت بأنها ارتجالية وغير مدروسة بشكل كامل، كما أشار إلى وجود خلل هيكلي في طريقة إدارة المؤسسات التابعة للمجلس، وتركيزها على ممارسات بيروقراطية أشاعت التسلط والتمييز، مما أدى إلى تراجع الكفاءة والأداء. يرى بن بريك ضرورة الاعتراف بالأخطاء والبدء بعملية هيكلة شاملة تتضمن وضع معايير واضحة للكفاءة والشفافية داخل مختلف أقسام المجلس، حيث أكد أن مواجهة تلك التحديات تمثل اختباراً حقيقياً للإرادة الوطنية الجنوبية.

وأضاف بن بريك أن المجلس يعاني من غياب التخطيط والتنظيم في إدارة ملفاته، كما تواجه بعض هيئاته حالة من العشوائية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتعيين المسؤولين والشراكة مع الحكومة الشرعية، وهو ما اعتبره سبباً رئيسياً لتراجع الحضور السياسي للمجلس وعدم تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض تعبر عن تطلعات الشعب الجنوبي.

رؤية بن بريك لتعزيز مشروع استعادة الدولة الجنوبية

رغم حدة الانتقادات، شدد بن بريك على أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال الإطار الجامع والطرف السياسي الأكثر تعبيراً عن آمال وتطلعات أبناء الجنوب، وأوضح أن النقد البناء لا يهدف إلى هدم المجلس، بل يسعى لإعادة تصحيح مساره وجعله نواة فاعلة في تحقيق المشروع الجنوبي الوطني، مشيراً إلى أن المهمة تستدعي تعزيز وضوح الرؤية وتسريع الإنجاز بما يتماشى مع المتغيرات السياسية والاقتصادية الراهنة. يرى بن بريك أن التمسك بحلم استعادة الدولة الجنوبية يمثل حقاً تاريخياً للأجيال، مؤكداً أنه من الأهمية بمكان أن يتكاتف الجميع لتوحيد الصفوف والعمل الجاد لجعل هذا الحلم حقيقة ملموسة في أقرب وقت ممكن.

وشدد على أن القيادة مطالَبة بإجراء تحول جذري يتجاوز الشعارات التقليدية، وتتجه إلى تطبيق آليات عمل سياسية جديدة تراعي الكفاءة والنزاهة وتستجيب لمطالب الشعب، داعياً القيادات المختلفة إلى إعادة النظر في أدوات العمل الحالية لتتوافق مع الطبيعة الديناميكية للواقع الجديد في الجنوب، حيث أن المستقبل لا ينتظر من يتأخر في اتخاذ الخطوات الجريئة للتغيير.

ازدياد الغضب الشعبي في الجنوب وفقاً لعدنان الكاف

على الجانب الآخر، أشار عدنان الكاف، القيادي في المجلس الانتقالي، إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد السلطات القائمة في عدن والمناطق الجنوبية، حيث أكد أن الاحتجاجات العامة لم تعد تعبيراً عن استياء من الوضع الخدمي أو الاقتصادي، بل أصبحت ترجمة مباشرة للكراهية تجاه المسؤولين والمكونات السياسية، وحذر من تداعيات هذا الوضع المتدهور. عبّر الكاف عن ضرورة مراجعة السياسات الحالية بشكل جاد والابتعاد عن التعاطي السطحي مع الأزمات، موضحاً أن حالة الاستياء إذا لم تُعالج بشكلٍ صحيح، فقد تجر المنطقة إلى مزيد من التعقيد السياسي والاجتماعي.

ودعا المسؤولين في المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية إلى التوقف عن التجاهل والعمل بجدية للاستجابة لمطالب الشارع الجنوبي، محذراً من أن الفترة القادمة لن تكون متسامحة مع الوعود دون تنفيذ. وأكد أن الحل يكمن في اتخاذ خطوات جريئة وفعلية لإصلاح آليات الإدارة والتخفيف من الأزمات المعيشية التي أثقلت كاهل المواطنين خلال السنوات الأخيرة.

مؤشرات لتوجه تيار تصحيحي داخل المجلس

يرى مراقبون أن تصريحات بن بريك والكاف تعكس ظهور تيار نقدي داخلي يتزايد تأثيره داخل المجلس الانتقالي، حيث يتطلع هذا التيار إلى إجراء تغييرات جوهرية تضبط الأداء السياسي والتنظيمي، وتشمل الخطوات المرتقبة مراجعة الهيكل التنظيمي للمجلس وطرح خطط إستراتيجية قائمة على تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص الإقليمية والدولية المتاحة لدفع القضية الجنوبية نحو الأمام.

القضية مقترحات الحل
التحديات التنظيمية إعادة الهيكلة بناءً على كفاءة وشفافية
عدم وضوح الرؤية تعزيز التعاون وتحديد أولويات العمل
الأزمة الاقتصادية وضع خطط لتحسين الأوضاع المعيشية
الغضب الشعبي الاستجابة الحقيقية لمطالب المواطنين

يرى كثيرون أن المرحلة الراهنة تتطلب توحيد الجهود وفتح المجال للتقييم البناء الذي يضمن إجراء التحولات اللازمة لتجاوز الأزمات الراهنة وصولاً إلى تحقيق المشروع الوطني، حيث يبدو أن اللحظة الحالية مناسبة جداً لإعادة توجيه بوصلة العمل السياسي لتحقيق تطلعات الجنوبيين.