«تطور لافت» إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات بضغط إطلاق النار هل تنجح؟

إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات تحت ضغط إطلاق النار، ويبدو أن هذا العنوان يجسد الواقع القاسي الذي يفرض فيه الاحتلال الإسرائيلي ظروفًا متزايدة التعقيد على القطاع. حسب ما أكده اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، فإن خطة الاحتلال (عربات جدعون) تُنفذ بوحشية تكثف القصف الممنهج على قطاع غزة، والهدف الظاهر من ذلك هو الضغط على حركة المقاومة “حماس” لقبول شروط تفاوضية تضمن مصالح الاحتلال على حساب الفلسطينيين.

إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات باستخدام القصف كأداة ضغط

إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات، لكنها اختارت الدفع نحو ذلك عبر قوة السلاح وإشعال النيران في كل زاوية من غزة، حيث يسعى الاحتلال لفرض شروط تفاوضية جديدة على المقاومة الفلسطينية وسط استمرار قصفه العنيف على المناطق المأهولة. اللواء حابس الشروف سلط الضوء على الضغوط الدولية، لا سيما الأمريكية، التي تعمل وراء الكواليس لتسهيل المفاوضات بشكل يحقق أهداف الإسرائيليين دون مراعاة المأساة الإنسانية المتزايدة على الأرض. فالاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تكثيف النيران، يمنع وصول المساعدات الإنسانية، مسببًا أزمة غذائية وإنسانية خانقة ضمن معادلة تجويع وتشريد للمواطن الفلسطيني.

الأجندة الأمريكية والسياسات الإسرائيلية

الرئيس الأمريكي يسعى لإتمام صفقة تفاوضية بأي ثمن، خصوصًا حول ملف الرهائن الإسرائيليين، حيث أن الاستراتيجية الإسرائيلية تنسجم مع الضغط الأمريكي الرامي إلى إغلاق هذا الملف بدون أي تصعيد داخلي على حكومته. بينما يظهر بنيامين نتنياهو غير مبالٍ، وهو مصمم على فرض هيمنته وشروطه على جميع الأطراف، حيث يرى في هذا الصراع فرصة لتعزيز أجندته السياسية. الجانب الأكثر خطورة هو أن الولايات المتحدة، عبر سياستها، تساهم ضمنيًا في تمكين الاحتلال باستمرار اعتداءاته واستخدام العنف كورقة تأثير مباشرة على المقاومة.

أما من حيث البنود المطبقة ميدانيًا، يعمل الاحتلال على الآتي:

  • زيادة حدة العمليات العسكرية بشكل يومي على القطاع
  • تشديد الحصار الغذائي والطبي مع منع دخول الإمدادات
  • استهداف البنية التحتية بشكل ممنهج في مناطق شمال غزة
  • محاولات مكررة لتهجير المدنيين من المناطق الشمالية إلى الجنوب

هذه الإجراءات تتزامن أيضًا مع اغتيال قيادات بارزة في صفوف المقاومة بهدف إضعاف قوتها وتعطيل دورها الاستراتيجي.

إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات مع تجاهل الإنسانية

تُظهر الوقائع أن إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات عبر تجاهل كل المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، حيث يدّعي الاحتلال أن المساعدات الإنسانية تُسرق من قبل “حماس”، في محاولة لتبرير منعها، ما يزيد تفاقم الأزمة داخل القطاع. هذا التبرير المزعوم يُخفي خلفه نوايا واضحة لتشديد القبضة العسكرية وتقويض سكان القطاع، إذ تتكرر حوادث قصف المدنيين أثناء محاولتهم للحصول على هذه المواد، مما يُصنف كجريمة ضد الإنسانية. من الواضح أن الهدف البعيد للاحتلال هو فرض سياسة الإجبار على الفلسطينيين إما للخضوع للتفاوض بشروطه أو القبول بمخطط التهجير، الذي يسعى من خلاله لتفريغ الشمال وخلق أزمة ديمغرافية إضافية تعيد رسم خارطة القطاع.

العنصر الوضع الحالي
تقديم المساعدات الإنسانية منع دخولها وتجويع السكان
الوضع المعيشي شمال غزة تدمير البنية التحتية بالكامل وزيادة القصف
سياسات التهجير إجبار السكان على مغادرة منازلهم والانتقال للجنوب
ملف الرهائن ضغوط أمريكية وإسرائيلية لإنهائه على حساب الوضع الإنساني

من الواضح أن هذا التوجه يعتمد أساسًا على الضغط العسكري والاقتصادي لخلق ظروف تفاوضية مشوهة، حيث تجد إسرائيل نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها إلا عبر استنزاف الطرف الفلسطيني وفرض السياسات التي تجعل المقاومة تُقبل بشروط تفاوضية رغمًا عنها أو تواجَه بسياسات عنصرية تستهدف أرضهم وهويتهم ومستقبلهم.