«حقائق جديدة» لماذا نخشى الظلام دراسة تكشف الأسباب النفسية وحلول عملية

رهاب الظلام يُعتبر واحدًا من أكثر أنواع الرهاب شيوعًا بين البشر، يُعرف طبيًا بـ”رهاب الظلام” أو نيكتوفوبيا، وهو حالة يسبب فيها الخوف الشديد من الظلام تأثيرًا مباشرًا على حياة الشخص اليومية، يترافق مع نوبات من الهلع الشديد في بعض الحالات، ويمكن أن تتطور هذه الحالة لتصبح عبئًا نفسيًا وجسديًا إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

رهاب الظلام.. ما الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب المرضي؟

الخوف من الظلام ظاهرة طبيعية، ولكن عندما يتجاوز حدود الخوف البسيط ليصبح خوفًا قهريًا وغير عقلاني، فإنه يدخل ضمن تصنيف رهاب الظلام، تشير الدراسات إلى أن واحدًا من بين تسعة أشخاص بالغين معرضون للإصابة بنوبات هلع إذا واجهوا الظلام، حتى مع أن هذا الخوف منتشر بين كافة الأعمار، إلا أن من يعانون من “الرهاب الحقيقي” نسبتهم أقل بكثير.

تختلف تقديرات انتشار الرهاب بين الدراسات، بعضها يشير إلى أن 3% من الناس يعانون من هذا الاضطراب، بينما تصل النسبة في دراسات أخرى إلى 24%، ويتوافق الباحثون على أن نحو 7% من الأشخاص يختبرون تأثيرًا جوهريًا للرهاب خلال مراحل من حياتهم.

لماذا يُعد الظلام مُخيفًا لبعض الناس؟

يمكن أن يعود الخوف من الظلام إلى مزيج من العوامل البيولوجية والنفسية، حيث يرتبط الظلام تاريخيًا بالخطر كالتهديدات الناتجة عن الحيوانات المتربصة في الظلام، لكن الأمر يتجاوز الجذور البدائية للإنسان ليشمل أيضًا التجارب الحياتية التي نمر بها منذ الطفولة، بعض القصص أو الأفلام تزرع في عقول الأطفال مشاعر سلبية تجاه الظلام، فيربطون بين انعدام الرؤية والخطر أو المجهول.

يقول علماء النفس إن إشعار الطفل بالحماية الزائدة خلال النوم، كأن يبقى الآباء بجانبه طوال الليل، يمكن أن يعزز هذه الحالة، بسبب غرس شعور بأن الظلام يشكل تهديدًا لا يمكن مواجهته بمفرده.

هل الخوف من الظلام أمر مكتسب أم وراثي؟

على الرغم من أن هناك دلائل علمية تشير إلى أن أنواعًا من الرهاب، منها رهاب الظلام، قد تُورث بين الأجيال إلا أن السبب الجيني قد يكون متشابكًا مع التجارب النفسية المكتسبة من البيئة المحيطة، مشاهدة الأطفال ردود فعل الخوف من الوالدين على مواقف معينة تعزز عندهم الشعور بعدم الأمان، هذه الازدواجية تجعل من الصعب الفصل بين ما إذا كان الرهاب سببه الطبيعة الوراثية أم البيئة الاجتماعية.

العامل التأثير
التجارب الشخصية أحداث مؤثرة خلال الطفولة تتعلق بالظلام
التربية الوالدية الحماية المبالغة من الأهل تعزز الخوف
العامل البيولوجي رهاب قد يرتبط بالغريزة أو الجينات
الثقافة الأفلام والقصص التي تصور الظلام كرمز للخطر

كيفية التغلب على رهاب الظلام؟

مواجهة الخوف من الظلام بطريقة تدريجية تُعتبر الطريقة الأكثر فعالية، العلاج بالتعرض يُعد من الأساليب النفسية المعتمدة للتعامل مع حالات عدة بينها رهاب الظلام، القاعدة الأساسية في هذا العلاج هي تعويد المصاب على الظلمة خطوة بخطوة، حتى يصبح عقله مهيأ للتعامل مع هذه الحالة دون خوف شديد.

  • البدء بقضاء وقت في غرف ذات إضاءة خافتة
  • الانتقال لغرف مظلمة لفترات قصيرة تدريجيًا
  • ممارسة تقنيات استرخاء مثل التنفس العميق أثناء مواجهة الخوف
  • التحدث مع معالج نفسي إذا كانت الحالة شديدة التأثير

وينصح الخبراء بعدم الاكتفاء بتجنب الظلام أو إبقاء الأضواء مشتعلة، ذلك لن يُساعد في التخلص من المشكلة، بل قد يُفاقمها مع مرور الوقت، الممارسة المنتظمة في مواجهة هذا الرهاب هي المفتاح لتحرير العقل من التصورات المخيفة المترسخة.