«طقس حار» موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا وتحذيرات من تأثيراتها المقبلة

موجة الحر في جنوب أوروبا: تحذيرات صحية وخطر حرائق الغابات

تشهد دول جنوب أوروبا موجة حر استثنائية، حيث أصدرت وكالات الأرصاد الجوية تحذيرات صحية وتحذيرات من الحرائق نظراً للتوقعات بتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق مع نهاية الأسبوع. ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في مدينة إشبيلية الإسبانية إلى 42 درجة مئوية يوم الأحد، ويأتي هذا الوضع نتيجة موجة من الهواء الساخن القادم من شمال إفريقيا التي تسهم في رفع درجات الحرارة عبر القارة.

تأثير موجة الحر على دول جنوب أوروبا

الدول المتضررة من موجة الحر تشمل إيطاليا واليونان وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، حيث تم اتخاذ تدابير استباقية لحماية السكان من مخاطر ارتفاع الحرارة. في إسبانيا، تم تجهيز طواقم الطوارئ للتعامل مع حالات ضربات الشمس، وخصوصاً بين الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن والمرضى المزمنين. قالت مواطنة من مدريد: “هذا الطقس قاسٍ وغير معهود في هذا التوقيت؛ إنه مبكر ومفاجئ”، مما يوضح الطبيعة غير المتوقعة للطقس هذا العام.

في فرنسا، صدرت تحذيرات برتقالية في المناطق الجنوبية، بينما تمت دعوة بعض المدارس للإغلاق لحماية صحة الطلاب، وفتحت حمامات السباحة بشكل مجاني في مدينة مرسيليا. في أماكن أخرى من القارة مثل إنجلترا، سجلت مناطق مثل لندن توقعات بدرجات حرارة قد تصل إلى 35 درجة مئوية، في حين تشير تنبؤات الطقس إلى استمرار الموجة حتى مساء الثلاثاء.

الرطوبة وحرائق الغابات تزيد الوضع تفاقماً

ارتفاع الرطوبة في بعض المناطق مثل البندقية يزيد معاناة السكان، حيث تسببت هذه الظروف في اختناق الكثيرين أثناء ساعات الليل. وفقاً لتقارير من فرنسا وبلدان أخرى، فإن الحرائق بدأت بالفعل في التسبب بخسائر مادية وبيئية كبيرة، حيث اندلعت النيران في اليونان حول العاصمة أثينا، مدمرة العديد من المنازل ومجبرة السكان المحليين على الإخلاء. وقد أكدت السلطات أن هذه الحوادث تزداد خطورتها بسبب الظروف المناخية القاسية التي تشهدها القارة.

وفي ظل التغيرات المناخية، يشير العلماء إلى أن موجات الحر أصبحت أكثر شيوعاً وشدة، حيث توضح أبحاث مؤسسة World Weather Attribution أن احتمالات حدوث موجة حر تتجاوز فيها درجات الحرارة 28 درجة مئوية على مدى ثلاثة أيام متتالية أصبحت أعلى بنحو 10 مرات مقارنة بالفترة التي سبقت الثورة الصناعية.

سبل حماية السكان من موجة الحر

للتعامل مع موجة الحر وتخفيف تأثيراتها، تقدم السلطات مجموعة من الإرشادات الهامة تشمل البقاء في المنازل خلال ساعات الذروة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، فضلاً عن شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف. فيما تقدم بعض المدن مثل مرسيليا المشهورة بحمامات السباحة البلدية تسهيلات مجانية لسكانها، ما يساهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين خلال هذه الظروف الصعبة.

• البقاء في المنازل بين الساعة 11:00 و18:00
• تجنب الأنشطة الخارجية خلال فترة ذروة الحرارة
• الحرص على تناول كميات كافية من السوائل
• رفع مستوى الوعي حول تصرفات الطقس المتطرفة

تُظهر موجة الحر في جنوب أوروبا كيف أن التغيرات المناخية تؤثر على حياتنا اليومية بصورة مباشرة وتفرض تحديات جديدة على السلطات والمجتمعات حول العالم. المحافظة على السلامة الشخصية، وتعزيز الوعي بالاختلافات الطقسية المتزايدة ضرورة ملحّة خاصة في ظل هذه التغيرات المتسارعة.