رحلة صلاح البردويل: من تأثير السياسة والتعليم إلى قصة الخيمة والتحديات التي واجهها

استشهد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل بعملية اغتيال نفذتها طائرة حربية إسرائيلية فجر الأحد، وهو يؤدي صلاة التهجد مع زوجته داخل خيمة غربي مدينة خان يونس. الشهيد البالغ من العمر 66 عامًا، كان يشتهر بدوره المحوري الذي جمع بين العمل السياسي والإعلامي لخدمة القضية الفلسطينية وتثبيت المقاومة في وجه الاحتلال.

استشهاد صلاح البردويل: مسيرة حافلة بالنضال

وُلِد البردويل عام 1959 في مخيم خان يونس بقطاع غزة، وتنتمي جذوره إلى بلدة الجورة المحتلة. حصل على شهادات علمية مرموقة، منها الدكتوراه في الأدب الفلسطيني. بدأ حياته بالتدريس، قبل أن يدخل ميدان الإعلام ليؤسس صحيفة “الرسالة” عام 1996، التي أصبحت محطة فارقة في الصحافة الفلسطينية كأول وسيلة إعلامية تابعة لحركة حماس.

اشتهر البردويل بمقاله الأسبوعي “من شوارع الوطن”، حيث انتقد السياسات المحلية والإقليمية بسخرية لاذعة. هذا النشاط جعله هدفًا متكررًا للاعتقالات من قِبَل قوات الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية. شغل البردويل عدة مناصب قيادية بحماس، أبرزها عضوية المكتب السياسي، وإدارته لملف العلاقات الوطنية، المساهمة في الحوار السياسي الفلسطيني.

القيادي البردويل في ميادين السياسة والمقاومة

برز اسم الدكتور صلاح البردويل منذ التسعينيات كأحد أبرز قادة حركة حماس، حيث أسس حزب “الخلاص الوطني الإسلامي”، وشغل عضوية المجلس التشريعي منذ 2006 عن محافظة خان يونس. عُرف بعلاقاته الوثيقة مع قيادات حماس، مثل الشهيد يحيى السنوار ومحمد الضيف، ما جعله أحد أعمدة الحركة السياسية والعسكرية.

كما تولى البردويل مهام التخطيط الاستراتيجي للحركة، وساهم في تعزيز التواصل مع الفصائل الفلسطينية، رافعًا شعار الوحدة لمواجهة الاحتلال، وبقي ثابتًا على نهج المقاومة حتى نيله شرف الشهادة.

ردود الفعل على اغتيال البردويل

أثار استشهاد البردويل وزوجته ردود فعل واسعة، حيث عدّ المغردون استشهاده وهو ساجد تكريمًا يُظهر صدقه وإخلاصه في الدفاع عن فلسطين. نعت حركة حماس والعديد من الهيئات الوطنية الشهيد “رمز الثبات والتضحية”، مؤكدين أن دماءه ستكون وقودًا لاستمرارية طريق التحرير، وأن الاحتلال لن يتمكن من كسر عزيمة الشعب ومقاومته.