«موجة حارّة» ارتفاع درجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية ما علاقة منخفض الهند

تشهد البلاد حاليًا ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة مع تسجيل معدلات تفوق المتوسط الطبيعيّ المعتاد لهذه الفترة من السنة، وتعتبر درجات الحرارة العظمى في القاهرة اليوم 37 درجة مئوية، ما يعاني منه الكثير بفعل ارتفاع نسب الرطوبة التي تزيد من الشعور بالأجواء الحارة، هذا الارتفاع في الطقس يثير تساؤلات حول أسبابه وتأثيراته اليومية.

سبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثير المنخفض الموسمي

يرتبط الارتفاع في درجات الحرارة بامتداد منخفض الهند الموسمي، وهو العامل الأكثر تأثيرًا على هذا الارتفاع المفاجئ، كما أكدت عضو الهيئة العامة للأرصاد الجوية الدكتورة منار غانم، ومن المعروف أن تأثير المنخفض يتمثل في زيادة نسب الرطوبة، ما يؤدي إلى شعور مضاعف بحرارة الطقس مقارنة بالأرقام المعلنة، حيث تتسبب الرطوبة المرتفعة أيضًا في زيادة الإحساس بالضيق عند التواجد في الأماكن المغلقة وغير المُهواة بشكل جيد.

من ناحية أخرى، فإن الطقس الداخلي للمحافظات يشهد تأثيرًا أوضح مقارنة بالمناطق الساحلية، حيث تعمل المسطحات المائية على تهدئة الطقس نسبيًا. ومع ذلك تُسجّل حرارة مرتفعة شديدة خلال ساعات النهار في المحافظات الكبرى، إلا أن نشاط الرياح المسائية يسهم في تخفيف الشعور بشدة درجات الحرارة مؤقتًا.

التوقعات للطقس خلال الفترة المقبلة

في الأيام القليلة المقبلة، ستظهر بوادر بسيطة لتحسن الأجواء، حيث من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة العظمى في القاهرة 36 درجة مئوية بدلاً من 37، وذلك ابتداءً من يوم الإثنين المقبل، وفق تصريحات الهيئة العامة للأرصاد الجوية. لكنّ التأثير الحقيقي سيكون مرتبطًا بمدى استمرار نسب الرطوبة المرتفعة التي تبقى عاملاً أساسيًا في زيادة الإحساس بشدة الحرارة.

تتميز المناطق الساحلية بتحسن نسبي في درجات الحرارة خلال نفس الفترة نتيجة لتأثير البحر، فيما يأتي تأثير الرطوبة ليُفسد الشعور بالأجواء اللطيفة خلال الليالي في المنازل والأماكن المغلقة التي تفتقر لنظام تهوية مناسب. علاوة على ذلك، سيسهم نشاط الرياح خلال وقت المساء في تحسين جزئي للإحساس بالجو، مع تحذيرات مستمرة حول وضع حركة الملاحة البحرية على البحر المتوسط.

نمط الحركة والنشاطات الصيفية الموصى بها

مع استمرار الأجواء الحارة وارتفاع درجات الحرارة، هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب اتباعها خلال هذه الفترة لتجنب المخاطر الناتجة عن الطقس الحار:

• الحرص على عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة بين الساعة 12 ظهرًا و 3 عصرًا.
• ارتداء القبعات والنظارات الشمسية لحماية الجسم من الإجهاد الحراري.
• الإكثار من شرب السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف.
• الاستفادة من المساء لممارسة النشاطات خارج المنازل حيث يتحسن الجو بفضل نشاط الرياح.

كما يُنصح الصيادون والعاملون في البحر بأخذ الحيطة والحذر نظرًا لارتفاع الأمواج على البحر المتوسط إلى ما بين 3 إلى 4 أمتار، ما يعقّد حركة الملاحة البحرية ويُوجب تجنب الإبحار في هذه الأوقات الصعبة.

تبقى الأجواء الحارة ظاهرة طبيعية نواجهها خلال هذا الشهر من العام، لكن القواعد الذهبية في التعامل مع الطقس قد تقلل من أثرها السلبي علينا، فلا تهمل اتباع النصائح التي تحميك من تأثير الإجهاد الحراري.