«موجة خطيرة» قبة الحرارة تثير الفوضى وتعطل الحياة في أوروبا وسط تحذيرات واسعة

تتصدر موجة الحر الأخبار في أنحاء أوروبا، حيث تشهد الدول درجات حرارة مرتفعة للغاية منذ بداية الصيف، وتسببت ظاهرة “قبة الحرارة” في زيادة ملحوظة في درجات الحرارة، ما أدى إلى فقدان الأرواح وانقطاعات في التيار الكهربائي بالعديد من الأماكن، مع تسجيل تأثيرات بيئية خطيرة تعزى مباشرة إلى التغير المناخي.

موجة الحر وتأثيرها في جنوب غرب أوروبا

بدأت ظاهرة “قبة الحرارة” بالتأثير على دول جنوب غرب أوروبا، بما في ذلك إسبانيا، فرنسا، والبرتغال، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، ووفقًا لتصريحات فرانسيسكو مارتن، خبير الأرصاد الجوية، فقد سجلت درجات الحرارة على ارتفاع 1500 متر معدلات استثنائية تتراوح بين 8 و12 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، وهو ما يعتبر ظاهرة غير عادية لشهر يونيو.

تأثرت إسبانيا بقوة بهذه الموجة، حيث أعلنت السلطات حالة الطوارئ في العديد من المقاطعات، وتم تسجيل وفاة أولى بسبب الحرارة في مدينة قرطبة نتيجة ضربة شمس، أما في فرنسا، فتسببت موجة الحر مصحوبة بعواصف قوية في مقتل شخصين وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل. استجابت السلطات بحشد فرق الإطفاء للتعامل مع الأضرار الناجمة عن تساقط الأشجار والعواصف الشديدة.

الأزمة المناخية وتأثيرها على موجات الحر

يؤكد الخبراء أن تواتر موجات الحر الناتجة عن الأعاصير المناهضة قد تضاعف بين ثلاثة إلى خمسة أضعاف مقارنة بخمسينيات القرن الماضي، وهو ما يُربط مباشرة بتغير المناخ. هذا الوضع يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات، بالإضافة إلى ارتفاع تركيزات الأوزون التروبوسفيري، وتزايد انتشار الغبار القادم من الصحراء الإفريقية، وقد شهدت إيطاليا وأجزاء أخرى من أوروبا درجات حرارة وصل بعضها إلى أكثر من 40 درجة مئوية في ذروة الصيف.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيطالية حالة تأهب في مدن الوسط والشمال بسبب الحرارة الشديدة. في المقابل، خضعت مناطق في البرتغال لحالة تأهب قصوى استعدادًا للأيام القادمة، حيث تم تسجيل درجات حرارة قياسية تعدت 43 درجة مئوية، خاصة في المناطق المتاخمة لإسبانيا.

• ازدياد تواتر موجات الحر بفعل التغير المناخي
• ارتفاع درجات الحرارة إلى أقصى حد في دول أوروبا الجنوبية
• زيادة احتمالية الحرائق وارتفاع مستويات التلوث
• سقوط ضحايا وتدمير البنية التحتية نتيجة الأحوال الجوية الشديدة

تأثير موجة الحر في شرق أوروبا وجنوبها

في اليونان وقبرص، بدأت موجة الحر بالتأثير بشكل ملحوظ منذ أواخر يونيو، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق الساحلية والجزر 40 درجة مئوية مع تسجيل 42 درجة مئوية في مناطق أخرى، رفعت السلطات المحلية مستويات التأهب للتعامل مع احتمالية الحرائق والعمل على حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، كما شهدت دول شمال شرق أوروبا مستويات مرتفعة من درجات الحرارة، حيث تكرر ذات المشهد في كل من هولندا وألمانيا والنمسا، على الرغم من اختلاف معايير تعريف موجات الحر بين دولة وأخرى.

تستدعي موجة الحر هذه النظر بجدية إلى تأثيرات التغير المناخي على كوكب الأرض، فهي تؤكد الحاجة إلى اتخاذ خطوات فعالة لتقليل الانبعاثات الكربونية ودعم استراتيجيات الحفاظ على البيئة في مواجهة هذا التحدي العالمي الكبير.