مع اقتراب أيام الشهر الفضيل من نهايتها، تتزين العشر الأواخر من رمضان بنفحات روحانية ومكانة خاصة في قلوب المسلمين. هذه الأيام لم تُمنح شرفًا عبثًا، فهي حاوية لمجنة رمضان وليلة القدر المباركة، التي وصفها المولى عز وجل بأنها “خير من ألف شهر”. تمثل هذه الأيام فرصة عظيمة لنا جميعًا للتقرب إلى الله والاستزادة من الحسنات والبركات.
فضل العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من رمضان تحتل مكانة سامية في الإسلام؛ إذ تتميز بليلة القدر، وهي الليلة التي تتنزل فيها الملائكة وتُكتب فيها الأرزاق والأقدار. وقد أكد الله في محكم آياته أهمية هذه الليلة بقوله: “سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (القدر: 5). ولا يتوقف الفضل عند ذلك، فعبادة ليلة القدر تعادل عبادة ألف شهر، وهي فرصة لا تتكرر إلا مرة كل عام.
الاقتداء بالنبي ﷺ في العشر الأواخر
كان النبي محمد ﷺ قدوة عظيمة في اغتنام العشر الأواخر، حيث إذا دخلت هذه الأيام “شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله” (متفق عليه). التركيز على العبادة في تلك الأيام يعكس عظمة ما تضمنه هذه الفترة من خير وبركة. فهذا التوجيه النبوي يحث المسلمين على الاجتهاد في الصلاة، قيام الليل، وقراءة القرآن.
الدعاء والاعتكاف في العشر الأواخر
الدعاء في العشر الأواخر، خاصة في ليلة القدر، له قيمة عظيمة، وكما ذكر النبي ﷺ: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني” كان أفضل الأدعية لهذه الليلة. كما أن الاعتكاف يمثل وسيلة جميلة للتفرغ للعبادة، حيث كان النبي ﷺ يعتكف في هذه الأيام، مما يتيح للمسلم الارتقاء روحانيًّا.
اغتنام العشر الأواخر فرصة ذهبية لمضاعفة الحسنات، مغفرة الذنوب، واستجابة الدعوات. فما أجمل أن تتحرر الروح لتتصل بالسماء في هذه اللحظات الإيمانية العميقة، ساعية إلى رضا الله واغتنام فضل هذه الأيام.