شوف الحكاية: زيارة السيسي لقطر والكويت تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

في ظل تحديات كبيرة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من قطر والكويت لتؤكد أن مصر تستطيع بفضل قيادتها الحكيمة أن تعيد صياغة المشهد الإقليمي بما يخدم مصالحها ويُعزز استقرار المنطقة. هذه الزيارة ليست مجرد خطوة بروتوكولية، بل تعكس استراتيجية عميقة تُعزز من مكانة القاهرة كلاعب محوري على الساحة الدولية.

زيارة السيسي إلى قطر: تعزيز العلاقات الاستراتيجية

شهدت العلاقات المصرية القطرية تحولات جذرية خلال السنوات الأخيرة، حيث نجحت القيادة المصرية في تجاوز خلافات الماضي وبناء شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. قطر، التي كانت يومًا مصدر توترات إقليمية بدعمها لجماعات الإسلام السياسي، أصبحت اليوم شريكًا فاعلًا في إدارة الأزمات، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. زيارة الرئيس السيسي للدوحة أكدت هذا التغيير، حيث تنسيق الجهود بين الدولتين لوقف التصعيد في غزة يعكس نضج القيادة السياسية وقدرتها على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الإقليمية، مما جعل قطر داعمًا رئيسيًا لدور مصر الريادي.

زيارة الكويت: تعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي

العلاقات التاريخية بين مصر والكويت استعادت زخمها بقوة، وخاصة خلال زيارة السيسي الأخيرة. الكويت تعد من أبرز الدول الداعمة لمصر، حيث التزمت بضخ استثمارات كبيرة في السوق المصري، شملت قطاعات البنية التحتية والطاقة والسياحة والعقارات. هذه الاستثمارات تُعبر عن ثقتها في الاقتصاد المصري وتفتح آفاقًا واسعة لنمو اقتصادي مشترك. على الصعيد السياسي، تُعد هذه الزيارة رسالة واضحة بأن الكويت ومصر يعملان سويًا كركيزتين للاستقرار في العالم العربي.

ملف الاستقرار الإقليمي: مصر تقود المبادرات

زيارة السيسي ركزت أيضًا على ملفات إقليمية حساسة، أبرزها القضية الفلسطينية وتصاعد الأزمات الإسرائيلية. القيادة المصرية، بمبادراتها الدبلوماسية، استطاعت أن تحشد الدعم العربي والدولي من أجل إنهاء الصراع ودعم الشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، الزيارات المتكررة والدور الإقليمي البارز جعلا من مصر ضرورة استراتيجية في كل الحسابات، سواء على مستوى المصالح الدبلوماسية أو الاقتصادية.

بهذا الحراك الدبلوماسي، تنتقل مصر من موقع المتلقي للدعم إلى صانع القرارات الإقليمية، مما يعيد رسم توازنات المنطقة.