«وداع مؤثر» صلاة تجنيز القمص توما عشم شيخ كهنة بني سويف وسط مشاعر الفقد والرجاء

في صباح يوم مشرق بالرجاء الحزين، التجأ شعب إيبارشية بني سويف إلى كنيسة الشهيد مارجرجس بأبوصير لتوديع أبٍ روحي أحدث أثرًا لا يُمحى في حياتهم. القمص توما عشم، شيخ كهنة بني سويف، ترك إرثًا يمتد عبر عقود من الخدمة المليئة بالمحبة والعطاء، حيث انتقل إلى السماء عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد ما يقرب من 59 عامًا من الكهنوت المقدس. حضر الصلاة نيافة الأنبا غبريال، أسقف إيبارشية بني سويف، ومعه جموع غفيرة من الكهنة والمؤمنين الذين اجتمعوا بروح واحدة لتوديع راعٍ تميز بالتفاني والإخلاص.

محطات من حياة القمص توما عشم

بدأت رحلة القمص توما عشم مع الدعوة الإلهية منذ منتصف القرن الماضي، حيث ترهّب شابًا صغيرًا على مذبح كنيسة الشهيد مارجرجس، ملتزمًا بكل إخلاص بتقديم حياته لخدمة الله وشعبه. كرّس سنوات شبابه ليكون نورًا للقرية والإيبارشية من حوله، مجسدًا دور الأب الروحي بروح التواضع والاتزان. سنوات الخدمة التي تلت كانت مليئة بالمواقف التي تُظهر مكانته في قلوب الشعب، حيث أنه لم يكن راعيًا عاديًا بل نموذجًا في التعامل بحب وحكمة. حرصه على المدارس التعليمية داخل الكنيسة وإعداد أجيال جديدة من خدام الإنجيل جعله مؤثرًا على ثقافة الخدمة الروحية والتعليمية في بني سويف.

صلاة الثالث في حب شيخ الكهنة

تُقام غدًا الأحد الموافق 29 يونيو 2025، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، صلاة الثالث في كنيسة الشهيد مارجرجس بأبوصير، حيث يتوافد شعب الكنيسة والأبناء الروحيون لتقديم واجب العزاء في شخصية أعطت الكثير من محبتها ووقتها دون تردد. هذه الصلاة، التي تأتي تذكارًا للرحيل، تجمع القريب والبعيد لتأكيد الوحدة الروحية في وداع أب امتزجت رسالته بالحياة اليومية للمؤمنين. إنها ليست فقط وداعًا بل استذكار لأثر روحي يمتد عبر جميع الأجيال التي تلامست مع رسائله وتعاليمه، حيث تأتي هذه اللحظة كشهادة جديدة على ارتباط الناس بالقمص توما عشم كأب ورمز للخدمة المخلصة.

• القداس يُقام في موعده المعلن الساعة 11 صباحًا.
• الاحتشاد يتوقع أن يكون كبيرًا من المؤمنين من مختلف القرى التابعة للإيبارشية.
• مشاركة عدد كبير من الآباء الكهنة والخدام الذين خدموا تحت إرشاده.

كلمات تعزية ووداع الأنبا غبريال

في حديث مشحون بالعاطفة، عبّر نيافة الأنبا غبريال عن مشاعره تجاه رحيل القمص توما عشم، الذي وصفه بأنه كان أداة الله في تقديم المحبة والبذل إلى أبناء الكنيسة على مدار سنوات طويلة. نيافته أشار إلى أن الكنيسة لم تفقد مجرد كاهن بل فقدت شخصية لها بصمتها الفريدة، وشعب بني سويف لا يستطيع أن ينسى كلمات العزاء، الدعوات المستمرة، والأوقات التي كرّسها القمص توما لزيارة المرضى والمحتاجين، مشيدًا بالبصمة الإنسانية التي تركها في قلوب الرعية. هذه الكلمات تعكس مدى قرب القمص الراحل من قلوب الجميع.

جدول تنظيم صلاة الثالث

جاء وداع القمص توما عشم ليعيد إلى الأذهان قيمة الرعاية الروحية الحقيقية، فبين تلاحم الشعب والدموع التي لم تجف، يظهر أثر أب روحي عاش ليغرس بذور المحبة والخدمة في أجيال متعاقبة.